نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 69
رجال حمير . وخرج الحبران بمصاحفهما فى أعناقهما تعرق جباههما لم تضرهما . فأصفقت عند ذلك حمير على دينه . من هنالك وعن ذلك كان أصل اليهودية باليمن . قال ابن إسحاق « 1 » : وقد حدثنى محدث أن الحبرين ومن خرج من حمير إنما اتبعوا النار ليردوها وقالوا : من ردها فهو أولى بالحق فدنا منها رجال حمير بأوثانهم ليردوها ، فدنت منهم لتأكلهم ، وحادوا عنها ولم يستطيعوا ردها ، ودنا منها الحبران بعد ذلك ، وجعلا يتلوان التوراة وتنكص « 2 » عنهما حتى رداها إلى مخرجها الذى خرجت منه . فأصفقت عند ذلك حمير على دينهما . فالله أعلم أى ذلك كان . وكان رئام بيتا لهم يعظمونه وينحرون عنده ويكلمون منه إذ كانوا على شركهم ، فقال الحبران لتبع : إنما هو شيطان يفتنهم فخل بيننا وبينه . قال : فشأنكما به . فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن ، كلبا أسود ، فذبحاه ثم هدما ذلك الييت . قال ابن إسحاق « 3 » : فبقاياه اليوم كما ذكر لى ، بها آثار الدماء التى كانت تهراق عليه . وتبع هذا هو أحد الملوك الذين وطئوا البلاد ودوخوا الأرض ودانت لهم الممالك ، ويقال : إنه المسمى فى قوله تعالى : أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ والَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ [ الدخان : 37 ] ، ذلك لأنه لما آمن فى آخر عمره ووحد ، خالفته حمير فتفرقوا عنه ، فانتقهم الله منهم . وحكى الحسن بن أحمد الهمدانى : أنه أول ملك بشر برسول الله صلى اللّه عليه وسلم وآمن به ، وهو رتب الملوك وأبناء الملوك من قومه فى قبائل العرب والعجم ومدائنها وأمصارها ، وكان لكل قبيلة من العرب ولكل حى من العجم ملك من قومه ، إما حميرى وإما كهلانى يسمع له ويطاع . ويذكر أنه جمع الملوك وأبناء الملوك والأقاول وأبناء الأقاول من قومه ، وقال لهم : أيها الناس : إن الدهر نفد أكثره ولم يبق إلا أقله ، وإن الكثير إذا قل إلى النقصان
( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 40 - 41 ) . ( 2 ) تنكص : من النكوص : وهو الإحجام عن شىء ، وقيل : هو الرجوع إلى الوراء ، وقيل : هو القهقرى . انظر : اللسان ( مادة / نكص ) . ( 3 ) انظر : السيرة ( 1 / 41 ) .
69
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 69