responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 61


دعاهم إليه ، فذكر الزبير وغيره أن رجلا من أهل اليمن من بنى زبيد قدم مكة معتمرا ومعه بضاعة له ، فاشتراها رجل من بنى سهم ، ويقال : إنه العاص بن وائل ، فلوى الرجل بحقه ، فسأله ماله فأبى عليه ، وسأله متاعه فأبى عليه ، فجاء إلى بنى سهم يستعديهم عليه ، فأغلظوا له ، فعرف أن لا سبيل إلى ماله ، فطوف فى قبائل قريش يستعين بهم ، فتخاذلت القبائل عنه ، فلما رأى ذلك قام على الحجر ، ويقال : بل أشرف على أبى قبيس حين أخذت قريش مجالسها ثم نادى بأعلى صوته ثم قال :
< شعر > يا آل فهر لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائى الدار والنفر وأشعث محرم لم يقض حرمته * بين الإله وبين الحجر والحجر أقائم من بنى سهم بذمتهم * أم ذاهب فى ضلال مال معتمر < / شعر > فلما سمعت ذلك قريش أعظموه وتكلموا فيه ، فقال المطيبون : والله لئن قمنا فى هذا لتغضبن الأحلاف ، وقال الأحلاف : والله لئن تكلمنا فى هذا ليغضبن المطيبون . فقال ناس من قريش : تعالوا فلنكن حلفا فضولا دون المطيبين ودون الأحلاف ، فلذلك قيل له :
حلف الفضول .
فاجتمعوا فى دار عبد الله بن جدعان ، وصنع لهم طعاما كثيرا ، وكان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يومئذ معهم قبل أن يوحى إليه ، فاجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب وزهرة وأسد وتيم ، فتحالفوا على أن لا يظلم بمكة قريب ولا غريب ولا حر ولا عبد إلا كانوا معه ، حتى يأخذوا له بحقه ويردوا إليه مظلمته من أنفسهم ومن غيرهم ، ثم عمدوا إلى ماء من ماء زمزم فجعلوه فى جفنة ، ثم بعثوا به إلى البيت فغسلت فيه أركانه ، ثم أتوا به فشربوه ، ثم انطلقوا إلى الرجل الذى تعدى على الرجل المستصرخ ، العاص بن وائل أو غيره . فقالوا :
والله لا نفارقك حتى تؤدى إليه حقه .
فأعطى الرجل حقه ، فمكثوا كذلك لا يظلم أحد حقه بمكة إلا أخذوه له ، وقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لى به حمر النعم ، ولو أدعى به فى الإسلام لأجبت » « 1 » .
وحكى الزبير أيضا أنه إنما سمى حلف الفضول لأنهم تحالفوا على أن لا يتركوا لأحد عند أحد فضلا إلا أخذوه . وقيل : إنما سمى بذلك لأنه لما تداعى له من ذكر من قبائل قريش كره ذلك سائر المطيبين والأحلاف بأسرهم ، وسموه حلف الفضول ، عيبا


( 1 ) أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى ( 6 / 167 ) ، القرطبى فى تفسيره ( 6 / 33 ، 10 / 169 ) ، ابن كثير فى البداية والنهاية ( 2 / 291 ) .

61

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست