نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 60
الكعبة ، ثم غمس القوم أيديهم فيها فتعاقدوا وتعاهدوا هم وحلفاؤهم ، ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدا على أنفسهم ، فسموا المطيبين . وتعاقد بنو عبد الدار وتعاهدواهم وحلفاؤهم عند الكعبة حلفا مؤكدا على أن لا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضا ، فسموا الأحلاف . ثم سوند بين القبائل ولز بعضها ببعض ، فعبئت عبد مناف لبنى سهم ، وعبئت بنو أسد لبنى عبد الدار ، وعبئت زهرة لبنى جمح ، وعبئت تيم لبنى مخزوم ، وعبئت بنو الحارث بن فهر لبنى عدى ، ثم قالوا : لتغن كل قبيلة من أسند إليها . فبينما الناس على ذلك قد أجمعوا للحرب إذ تداعوا إلى الصلح على أن يعطوا بنى عبد مناف السقاية والرفادة ، وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبنى عبد الدار كما كانت ، ففعلوا ، ورضى كل واحد من الفريقين بذلك ، وتحاجز الناس عن الحرب ، وثبت كل قوم مع من حالفوا ، حتى جاء الله بالإسلام ، فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « ما كان من حلف فى الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة » « 1 » . فهذا حلف المطيبين « 2 » . وقد كان فى قريش حلف آخر بعده ، وهو حلف الفضول « 3 » ، تداعت إليه قبائل من قريش ، فاجتمعوا إليه فى دار عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، لشرفه وسنه ، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول . واختلف فى السبب الذى دعا قريشا إلى هذا الحلف ، ولم سمى بهذا الاسم ، فأما ما
( 1 ) أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى ( 6 / 335 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 120 - 122 ) . ( 3 ) قال السهيلى فى الروض الأنف ( 1 / 155 ) : قال ابن قتيبة : كان قد سبق قريشا إلى مثل هذا الحلف جرهم فى الزمن الأول ، فتحالف منهم ثلاثة هم ومن تبعهم ، أحدهم : الفضل بن فضالة ، والثانى : الفضل بن وداعة ، والثالث : فضيل بن الحارث ، هذا قول القتبى . وقال الزبير : الفضيل ابن شراعة ، والفضل بن وداعة ، والفضل بن قطاعة ، فلما أشبه حلف قريش الآخر فعل هؤلاء الجرهميين سمى : حلف الفضول ، والفضول جمع فضل ، وهى أسماء أولئك الذين تقدم ذكرهم ، وهذا الذى قال ابن قتيبة حسن .
60
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 60