responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 58


وذكر الواقدى أيضا بإسناد له ، أن رجلا من قضاعة يقال له : أبو الشموس ؛ حدث عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وهو خليفة حديث قصى بن كلاب ، وكيف استعان بإخوته على خزاعة ، فاستمع له عمر وتعجب لأول الحديث وقال : ذكرتنا أمرا كان دثر منا ، فالحمد لله رب العالمين ، إن الله عز وجل ليصنع لهذا الحى من قريش ، وهم أولى الناس أن يتقوا الله وتحسن سيرة من ولى منهم ، بصنع الله لهم ، جعل فيهم الإمامة وقبل ذلك النبوة .
قالوا : فلما كبر قصى ورق ، وكان عبد الدار بكره ، وكان عبد مناف قد شرف فى زمان أبيه وذهب كل مذهب ، وعبد العزى وعبد ، قال قصى لعبد الدار : أما والله يا بنى لألحقنك بالقوم وإن كانوا قد شرفوا عليك .
لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له ، ولا يعقد لقريش لواء إلا أنت بيدك ، ولا يشرب رجل بمكة إلا من سقايتك ، ولا يأكل أحد من أهل الحرم طعاما إلا من طعامك ، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها إلا فى دارك .
فأعطاه دار الندوة التى لا تقضى قريش أمرا من أمورها إلا فيها ، وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة .
وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش فى كل موسم من أموالها إلى قصى بن كلاب ، فيصنع به طعاما للحاج فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد « 1 » .
وذلك أن قصيا فرضها على قريش ، فقال لهم حين أمرهم به : يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم ، وإن الحجاج ضيف الله وزوار بيته ، وهم أحق الضيف بالكرامة ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم » .
ففعلوا ، فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه ، فيصنعه طعاما للناس أيام منى ، فجرى ذلك من أمره فى الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ، ثم جرى فى الإسلام إلى يومنا هذا ، فهو الطعام الذى يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينقضى الحج .
فمضى أمر قصى فى عبد الدار ابنه ، وجعل إليه كل ما كان بيده من أمر قومه ؛ وكان قصى لا يخالف ولا يرد عليه شىء صنعه .


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 120 ) .

58

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست