responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 564


فحدث « 1 » عثمان بن أبى العاص قال : كان من آخر ما عهد إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حين بعثنى على ثقيف أن قال : « يا عثمان تجاوز فى صلاتك واقدر الناس بأضعفهم فإن فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة » « 2 » .
فلما فرغوا من أمرهم وتوجهوا راجعين إلى بلادهم بعث رسول الله صلى اللّه عليه وسلم معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فى هدم الطاغية فخرجا مع القوم حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة أن يقدم أبا سفيان ، فأبى ذلك عليه أبو سفيان وقال : ادخل أنت على قومك . وأقام أبو سفيان بماله بذى الهدم ، فلما دخل علاها يضربها بالمعول وقام دونه بنو معتب خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة ، وخرج نساء ثقيف حسرا « 3 » يبكين عليها ويقلن :
< شعر > لتبكين دفاع * أسلمها الرضاع « 4 » لم يحسنوا المصاع * < / شعر > فلما هدمها المغيرة وأخذ مالها وحليها أرسل إلى أبى سفيان وحليها مجموع ومالها من الذهب والجزع .
وقد كان أبو مليح بن عروة وقارب بن الأسود قدما على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قبل وفد ثقيف حين قتل عروة يريدان فراق ثقيف وأن لا يجامعاهم على شىء أبدا . فأسلما فقال لهما رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : توليا من شئتما . فقالا : نتولى الله ورسوله فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم :
« وخالكما أبا سفيان بن حرب » . فقالا : وخالنا أبا سفيان ، فلما أسلم أهل الطائف ووجه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أبا سفيان والمغيرة إلى هدم الطاغية سأل أبو مليح رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أن يقضى عن أبيه عروة دينا كأن عليه من مال الطاغية . فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « نعم » .
فقال له قارب بن الأسود : وعن الأسود يا رسول الله فاقضه ، وعروة والأسود أخوان لأب وأم ، فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « إن الأسود مات مشركا » . فقال قارب : يا رسول الله ، لكن تصل مسلما ذا قرابة ، يعنى نفسه ، إنما الدين على وإنما أنا الذى أطلب به . فأمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أبا سفيان أن يقضى دين عروة والأسود من مال الطاغية ، فلما جمع


( 1 ) انظر : السيرة ( 4 / 167 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد ( 4 / 21 ) ، صحيح مسلم ( 1 / 187 / 342 ) . ( 3 ) حسرا : بضم الحاء وتشديد السين مفتوحة ، جمع حاسرة ، وهى المكشوفة الوجه . ( 4 ) دفاع : هى صيغة مبالغة من الدفع ، وإنما سموا طاغيتهم دفاعا لأنهم كانوا يعتقدون أن الأصنام تدفع عنهم البلاء والمحن . الرضاع : جمع راضع وأريد بهم اللئام .

564

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست