responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 563


مثل ما صنع بعروة بن مسعود لكى يشغل كل رجل منهم إذا رجعوا إلى الطائف رهطه ، فلما دنوا من المدينة ونزلوا قناة ألفوا بها المغيرة بن شعبة يرعى فى نوبته ركاب أصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وكانت رعيتها نوبا عليهم ، فلما رآهم ترك الركاب عند الثقفيين وضبر يشتد « 1 » يبشر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بقدومهم ، فلقيه أبو بكر الصديق قبل أن يدخل على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبره بقدومهم يريدون البيعة والإسلام وأن يشترطوا شروطا ويكتتبوا من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم كتابا . فقال أبو بكر رضى الله عنه للمغيرة :
أقسمت عليك بالله لا تسبقنى إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى أكون أنا أحدثه . ففعل المغيرة .
فدخل أبو بكر على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فأخبره بذلك ثم خرج المغيرة إلى أصحابه فروح الظهر معهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية .
ولما قدموا على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ضرب عليهم قبة فى ناحية مسجده كما يزعمون فكان خالد بن سعيد هو الذى يمشى بينهم وبين رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى اكتتبوا كتابهم ، كتبه خالد بيده وكانوا لا يطعمون طعاما ياتيهم من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا وفرغوا من كتابهم .
وقد كان فيما سألوا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية وهى اللات لا يهدمها ثلاث سنين فأبى ذلك عليهم ، فما برحوا يسألونه سنة سنة ويأبى حتى سألوه شهرا واحدا بعد مقدمهم فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى ، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الإسلام ، فأبى عليهم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فيهدماها . وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « أما كسر أوثانكم فسنعفيكم منه ، وأما الصلاة فلا خير فى دين لا صلاة فيه » ، [ فقالوا : يا محمد ، فسنؤتيكها ، وإن كانت دناءة ] « 2 » ، فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم كتابا أمر عليهم عثمان بن أبى العاص وكان من أحدثهم سنا فقال أبو بكر لرسول الله صلى اللّه عليه وسلم : يا رسول الله ، إنى قد رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه فى الإسلام وتعلم القرآن « 3 » .


( 1 ) ضبر يشتد : أى وثب ، ويقال : ضبر الفرس إذا جمع قوائمه ووثب . ( 2 ) ما بين المعقوفتين سقط فى الأصل ، وما أوردناه من السيرة . ( 3 ) انظر الحديث فى : سنن أبى داود ( 3 / 3026 ) ، مسند الإمام أحمد ( 4 / 218 ) .

563

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 563
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست