responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 505


اظهرى بى على أبى قبيس . فأشرفت به عليه ، فقال : أى بنية ماذا ترين ؟ قالت : أرى سوادا مجتمعا قال : تلك الخيل . قالت : وأرى رجلا يسعى بين يدى السواد مقبلا ومدبرا . قال : أى بنية ذلك الوازع الذى يأمر الخيل ويتقدم إليها . ثم قالت : قد والله انتشر السواد . فقال : قد والله إذن دفعت الخيل فأسرعى بى إلى بيتى . فانحطت به ، وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفى عنق الجارية طوق من ورق فيلقاها رجل فيقتطعه من عنقها .
قالت : فلما دخل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم مكة ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يقوده ، فلما رآه صلى اللّه عليه وسلم قال : « هلا تركت الشيخ فى بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ! » فقال أبو بكر : يا رسول الله ، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى إليه . قال : فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له : « أسلم » . فاسلم . ورآه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة فقال : « غيروا هذا من شعره » « 1 » . ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال : أنشد الله والإسلام طوق أختى . فلم يجبه أحد ، فقال : أى أخية احتسبى طوقك فو الله إن الأمانة اليوم فى الناس لقليل !
وأمر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حين فرق جيشه من ذى طوى الزبير بن العوام أن يدخل فى بعض الناس من كدى ، وكان على المجنبة اليسرى ، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل فى بعض الناس من كدا ، فذكروا أن سعدا حين وجه داخلا قال : « اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة » .
فسمعها رجل من المهاجرين ، قيل : هو عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - فقال : يا رسول الله اسمع ما قال سعد ، ما نأمن أن تكون له فى قريش صولة . فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لعلى بن أبى طالب : « أدركه فخذ الراية فكن أنت تدخل بها » « 2 » . ويقال : إنه أمر الزبير بذلك وجعله مكان سعد على الأنصار مع المهاجرين . فسار الزبير بالناس حتى وقف بالحجون وغرز بها راية رسول الله صلى اللّه عليه وسلم .
وذكر غير ابن إسحاق أن ضرار بن الخطاب قال - يومئذ - شعرا استعطف فيه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم على قريش حين سمع قول سعد ، وهو من أجود شعر قاله :
يا نبى الهدى إليك لحاجى قريش ولات حين لجاء


( 1 ) ذكره الحاكم فى المستدرك ( 3 / 46 ، 47 ) ، مجمع الزوائد للهيثمى ( 6 / 173 ، 174 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : الإصابة لابن حجر ( 5 / 254 ) ، مجمع الزوائد للهيثمى ( 6 / 169 ) .

505

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست