responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 504


الله ؟ » قال : بأبى أنت وأمى ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما والله هذه فإن فى نفسى منها شيئا حتى الآن . قال له العباس : ويحك ، أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك . قال : فشهد شهادة الحق وأسلم .
قال العباس : قلت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر ، فاجعل له شيئا .
قال : « نعم ، من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن » .
فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « يا عباس ، احبسه بمضيق الوادى عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها » . قال : فخرجت فحبسته حيث أمرنى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أن أحبسه « 1 » . فمرت القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال : يا عباس من هذه ؟
فأقول : سليم . فيقول : مالى ولسليم . ثم تمر القبيلة فيقول : من هؤلاء ؟ فأقول : مزينة .
فيقول : مالى ولمزينة . حتى نفذت القبائل ما تمر قبيلة إلا سألنى عنها فإذا أخبرته بهم قال : مالى ولبنى فلان . حتى مر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد قال : سبحان الله ، يا عباس من هؤلاء ؟
قلت : هذا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى المهاجرين والأنصار . قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ! والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما . قلت يا أبا سفيان إنها النبوة . قال : فنعم إذن . قلت : النجاء إلى قومك . حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن . فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت : اقتلوا الحميت الدسم الأحمس قبح من طليعة قوم . قال : ويحكم ، لا تغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاءكم مالا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن . قالوا : قاتلك الله ، وما تغنى عنا دارك ؟
قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن . فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد .
ولما انتهى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى ذى طوى وقف على راحلته معتجرا بشقة برد حبرة حمراء ، وإنه ليضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح حتى إن عثنونه ليكاد يمس وسط الرحل .
ولما وقف هناك قال أبو قحافة - وقد كف بصره - لابنة له من أصغر ولده : أى بنية


( 1 ) سبق تخريجه .

504

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 504
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست