نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 48
تعجيل العقوبة ، فلما بعث الله رسوله صلى اللّه عليه وسلم أو عدهم فيما انتهكوا مما حرم الساعة ، فقال : والسَّاعَةُ أَدْهى وأَمَرُّ [ القمر : 46 ] . فأخر العقاب إلى يوم القيامة ، وأراهم الله الاستجابة بعضهم لبعص ليتناهوا عن الظلم ، وأخر أهل الإسلام ليوم الجمع ، ويستجب الله لمن يشاء ، فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين . ومن المشهور فى هذا الباب أمر إساف ونائلة ، وهما صنما قريش اللذان أقاموهما على زمزم ينحرون عندهما . ذكروا أنهما كان رجلا وامرأة من جرهم ، إساف بن بغى ، ونائلة بنت ديك ، فوقع إساف على نائلة فى الكعبة ، فمسخهما الله حجرين . ويقال : أحدثا فيها فمسخهما الله ؛ فالله أعلم . وأمرهما معدود فيما بلغت إليه جرهم من الاستخفاف بحرمة الحرم وقلة مبالاتهم بالبغى فيه ، مع ما أراهم الله من عظيم الآية بمسخهما حجرين ، فما نهاهم ذلك عن قبيح ما كانوا عليه ، حتى أخرجهم الله عن جوار بيته بأيدى آخرين من عباده ، فكان من أمرهم مع خزاعة ما كان . فخرج عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى بغزالى الكعبة وبحجر الركن فدفنها فى زمزم ، وانطلق هو ومن معه من جرهم إلى اليمن ، وحزنوا على ما فارقوا من أمر مكة وملكها حزنا شديدا . فقال عمرو بن الحارث بن مضاض فى ذلك ، وليس بمضاض الأكبر : < شعر > كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر « 1 » بلى نحن كنا أهلها فأبادنا * صروف الليالى والجدود العواثر « 2 » وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر ونحن ولينا البيت من بعد نابت * بعز فما يحظى لدينا المكاثر ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا * فليس لحى غيرنا ثم فاخر ألم تنكحوا من خير شخص علمته * فأبناؤه منا ونحن الأصاهر < / شعر >
( 1 ) هذه الأبيات ذكرها فى السيرة وذكر قبل هذا البيت : < شعر > وقائلة والدمع سكب مبادر * وقد شرقت بالدمع منها المحاجر < / شعر > انظر : السيرة ( 1 / 109 ) . ( 2 ) صورف الليالى : شدائدها . والجدود : هو البخت والحظ .
48
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 48