responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 450


فلما اجتمعوا إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أمر عليهم سعد بن زيد وقال : « اخرج فى طلب القوم حتى ألحقك فى الناس » « 1 » . وقال لأبى عياش : « يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس رجلا هو أفرس منك فلحق بالناس » . قال أبو عياش : فقلت : يا رسول الله ، أنا أفرس الناس . ثم ضربت الفرس فو الله ما جرى بى خمسين ذراعا حتى طرحنى ، فعجبت أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يقول : « لو أعطيته أفرس منك » وأقول : أنا أفرس ! فأعطى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فرس أبى عياش هذا - فيما زعموا - معاذ ابن ماعص أو عائذ بن ماعص ، فكان ثامنا .
فخرج الفرسان فى طلب القوم حتى تلاحقوا ، وكان أول فارس لحق بالقوم محرز بن نضلة الأخرم ، ويقال له أيضا : قمير ، ولما كان الفزع جال فرس لمحمود بن مسلمة فى الحائط وهو مربوط بجذع نخل حين سمع صاهلة الخيل ، وكان فرسا صنيعا جاما ، فقال بعض نساء بنى عبد الأشهل : يا قمير ، هل لك فى أن تركب هذا الفرس فإنه كما ترى ، ثم تلحق برسول الله صلى اللّه عليه وسلم وبالمسلمين ؟ قال : نعم فأعطينه إياه فخرج عليه فلم يلبث أن بز الخيل بجمامه حتى أدرك القوم ، فوقف لهم بين أيديهم ثم قال : قفوا بنى اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من المهاجرين والأنصار ، وحمل عليه رجل منهم فقتله ، وجال الفرس فلم يقدر عليه حتى وقف على أرية فى بنى عبد الأشهل . فقيل : إنه لم يقتل من المسلمين - يومئذ - غيره ، وقد قيل : إنه قتل معه وقاص بن محرز المدلجى .
ولما تلاحقت الخيل قتل أبو قتادة حبيب بن عيينة بن حصن وغشاه برده ثم لحق بالناس ، وأقبل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى المسلمين فإذا حبيب مسجى ببرد أبى قتادة ، فاسترجع الناس وقالوا : قتل أبو قتادة ، فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « ليس بأبى قتادة ، ولكنه قتيل لأبى قتادة وضع عليه برده ليعرفوا أنه صاحبه » « 2 » .
وأدرك عكاشة بن محصن أو بارا وابنه عمرو بن أوبار وهما على بعير واحد فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا ، واستنقذوا بعض اللقاح .
وسار رسول الله صلى اللّه عليه وسلم حتى نزل بالجبل من ذى قرد وتلاحق به الناس ، وأقام عليه يوما وليلة ، وقال له أبو سلمة بن الأكوع : يا رسول الله ، لو سرحتنى فى مائة رجل لاستنقذت بقية السرح وأخذت بأعناق القوم ، فقال له رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « إنهم الآن ليغبقون فى غطفان » « 3 » .


( 1 ) انظر الحديث فى : المعجم الكبير للطبرانى ( 7 / 32 ) ، مجمع الزوائد للهيثمى ( 6 / 143 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : المعجم الكبير للطبرانى ( 7 / 31 ) ، مجمع الزوائد للهيثمى ( 6 / 143 ) . ( 3 ) انظر الحديث فى : صحيح مسلم فى كتاب الجهاد ( 3 / 132 / 1433 ، 1441 ) .

450

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست