نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 42
قال أبو جهم : ولما فرغ إبراهيم من بناء البيت وأدخل الحجر فى البيت ، جعل المقام لاصقا بالبيت عن يمين الداخل ، فلما كانت قريش قصر الخشب عليهم ، فأخرجوا الحجر ، وكان ما أخرجوا منه سبعة أذرع . وأمر إبراهيم بعد فراغه من البناء أن يؤذن فى الناس بالحج ، فقال : يا رب ، وما يبلغ صوتى ؟ ! قال الله جل ثناؤه : أذّن وعلىّ البلاغ . فارتفع على المقام وهو يومئذ ملصق بالبيت ، فارتفع به المقام حتى كان أطول الجبال ، فنادى وأدخل إصبعيه فى أذنيه ، وأقبل بوجهه شرقا وغربا ، يقول : أيها الناس ، كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ، فأجيبوا ربكم عز وجل . فأجابه من تحت البحور السبعة ، ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أطراف الأرض كلها : لبيك اللهم لبيك . أفلا تراهم يأتون يلبون ؟ ! فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهو ممن استجاب لله عز وجل . وذلك قول الله جل ثناؤه : فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ [ آل عمران : 97 ] يعنى نداء إبراهيم على المقام بالحج فهى الآية . قال الواقدى : وقد روى أن الآية هى أثر إبراهيم على المقام . قال أبو الجهم : فلما فرغ إبراهيم من الأذان ذهب به جبريل فأراه الصفا والمروة ، وأقامه على حدود الحرم ، وأمره أن ينصب عليها الحجارة ، ففعل إبراهيم ذلك ، وكان أول من أقام أنصاب الحرم ، ويريه إياها جبريل . فلما كان اليوم السابع من ذى الحجة ، خطب إبراهيم عليه السلام بمكة ، حين زاغت الشمس قائما ، وإسماعيل جالس ، ثم خرجا من الغد يمشيان على أقدامهما يلبيان محرمين ، مع كل واحد منهما إداوة يحملها وعصا يتوكأ عليها ، فسمى ذلك اليوم يوم التروية . فأتيا منى فصليا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، وكانا نزلا فى الجانب الأيمن ، ثم أقام حتى طلعت الشمس على ثبير ، ثم خرج يمشى هو وإسماعيل حتى أتيا
42
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 42