responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 406


قال ابن عقبة : وزعموا أنهم رموه بالنبل وأرادوا فتنته فلم يزده إلا إيمانا ويقينا .
وأما خبيب بن عدى فجلس بمكة فى بيت ماوية مولاة حجير بن أبى إهاب ، فكانت تخبر بعد ما أسلمت ، قالت : لقد اطلعت عليه يوما وإن فى يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه ، وو الله ما أعلم فى أرض الله عنبا يؤكل !
قالت : وقال لى حين حضره القتل : ابعثى إلى بحديدة أتطهر بها للقتل ، فأعطيت الموسى غلاما من الحى فقلت : ادخل بها على هذا الرجل ، قالت : فو الله ما هو إلا أن ولى الغلام بها إليه ، فقلت : ماذا صنعت ؟ أصاب والله الرجل ثأره يقتل هذا الغلام ، فيكون رجلا برجل . فلما ناوله الحديدة أخذها من يده ثم قال : لعمرك ما خافت أمك غدرى حين بعثتك بهذه الحديدة إلىّ ؟ ثم خلى سبيله .
ثم خرجوا بخبيب حتى إذا جاؤا به التنعيم ليصلبوه قال لهم : إن رأيتم أن تدعونى حتى أركع ركعتين فافعلوا . قالوا له ؛ دونك فاركع . فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ، ثم أقبل على القوم فقال : أما والله لولا تظنوا أنى إنما طولت جزعا من القتل لا ستكثرت من الصلاة .
فكان خبيب أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين .
ثم رفعوه على خشبة ، فلما أوثقوه قال : اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا . ثم قال : اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا . ثم قتلوه .
فكان معاوية بن أبى سفيان يقول : حضرت - يومئذ - فيمن حضره مع أبى أبى سفيان ، فلقد رأيته يلقينى فى الأرض فرقا من دعوة خبيب ، وكانوا يقولون : الرجل إذا دعى عليه فاضطجع لجنبه زلت عنه .
وكان ممن حضره - يومئذ - سعيد بن عامر بن جذيم الجمحى « 1 » ، ثم أسلم بعد ذلك واستعمله عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - على بعض الشام ، فكانت تصيبه غشية بين ظهرى القوم ، فذكر ذلك لعمر وقيل : إن الرجل مصاب . فسأله عمر - رحمه الله - فى قدمة قدمها عليه فقال : يا سعيد ، ما هذا الذى يصيبك ؟ قال : والله يا أمير


( 1 ) انظر ترجمته فى : الإصابة ترجمة رقم ( 3280 ) ، أسد الغابة ترجمة رقم ( 2084 ) ، تجريد أسماء الصحابة ( 1 / 223 ) ، شذرات الذهب ( 2 ) ، الجرح والتعديل ( 4 / ترجمة 205 ) ، حلية الأولياء ( 1 / 368 ) ، الطبقات الكبرى ( 7 / 242 ، 402 ) ، صفة الصفوة ( 1 / 660 ) ، الوافى بالوفيات ( 15 / 320 ) ، البداية والنهاية ( 6 / 103 ) .

406

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست