responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 258


فقال إياس بن معاذ ، وكان غلاما حدثا : أى قوم ، هذا والله خير لكم مما جئتم له .
فيأخذ أبو الحيسر جفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس وقال : دعنا منك ، فلعمرى لقد جئنا لغير هذا ، فصمت إياس ، وقام عنهم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، وانصرفوا إلى المدينة ، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج « 1 » .
ثم لم يلبث إياس أن هلك ، فأخبر من حضر من قومه عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات ، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما ، لقد كان استشعر الإسلام فى ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ما سمع .
بدء إسلام الأنصار وذكر العقبة الأولى قال ابن إسحاق « 2 » : فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز موعوده له ، خرج رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى الموسم الذى لقى فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع فى كل موسم ، فبينما هو عند العقبة لقى رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا ، فقال لهم : « من أنتم ؟ » قالوا : نفر من الخزرج ، قال : « أمن موالى يهود ؟ » قالوا : نعم ، قال : « أفلا تجلسون أكلمكم ؟ » قالوا : بلى ، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن .
وكان مما صنع الله به فى الإسلام أن يهود كانوا معهم فى بلادهم ، وكانوا أهل كتاب وعلم ، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان ، وكان قد عزوهم ببلادهم ، فكانوا إذا كان بينهم شىء قالوا لهم : « إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم » .
فلما كلم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض : يا قوم تعلموا والله إنه للنبى الذى توعدكم به يهود ، فلا يسبقنكم إليه .


( 1 ) انظر الحديث فى : مسند الإمام أحمد ( 5 / 427 ) ، دلائل النبوة للبيهقى ( 2 / 420 ، 421 ) ، المستدرك للحاكم ( 3 / 180 ، 181 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 2 / 38 ) .

258

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست