responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 247


قال ابن عقبة : فخلص منهم ورجلاه تسيلان دما فعمد إلى حائط من حوائطهم فاستظل فى ظل حبلة منه وهو مكروب موجع ، وإذا فى الحائط عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ورسوله .
وذكر ابن إسحاق « 1 » : أن الحائط كان لهما ، وأن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لما اطمأن ، يعنى فى ظل الحبلة ، قال : « اللهم إليك أشكو ضعف قوتى ، وقلة حيلتى ، وهوانى على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من تكلنى ؟ إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى ؟ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لى ، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت به الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بى غضبك أو يحل على سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك » « 2 » .
قال : فلما رآه ابنا ربيعة وما لقى ، تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما لهما نصرانيا يقال له : عداس ، فقالا له : خذ قطفا من هذا العنب ، فضعه فى هذا الطبق ، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل ، فقل له يأكل منه . ففعل عداس ، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ثم قال : له : كل . فلما وضع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فيه يده قال : بسم الله ثم أكل ، فنظر عداس فى وجهه ثم قال له : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد .
فقال له رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : من أى البلاد أنت يا عداس وما دينك ؟ قال : نصرانى وأنا من أهل نينوى « 3 » . فقال له رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أمن قرية الرجل الصالح يونس ابن متى ؟ قال له عداس : وما يدريك ما يونس ابن متى ؟ قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : ذاك أخى كان نبيا وأنا نبى . فأكب عداس على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه . فلما جاءهما عداس قالا له : ويلك ، مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ قال : يا سيدى ما فى الأرض شىء خير من هذا ، لقد أعلمنى بأمر لا يعلمه إلا نبى . قالا : ويحك يا عداس لا يصرفنك عن دينك فإن دينك خير من دينه « 4 » .


( 1 ) انظر : السيرة ( 2 / 30 ) . ( 2 ) انظر الحديث فى : تفسير الطبرى ( 1 / 80 ، 81 ) ، وضعفه الألبانى فى ضعيف الجامع ( 1 / 358 ) . ( 3 ) نينوى : هى قرية يونس بن متى عليه السلام بالموصل وبسواد الكوفية ، ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء . ( 4 ) انظر تخريج الحديث السابق .

247

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست