responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 246


فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعفاؤها أربابا وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أخطأهم عنده ، قد محضته العرب ودادها وأعطته قيادها ، دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم ، كونوا له ولاة ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحد منهم سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد ، ولو كان لنفسى مدة ولأجلى تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدافعت عنه الدواهى .
ذكر خروج النبى صلى اللّه عليه وسلم إلى الطائف بعد مهلك عمه أبى طالب قال ابن إسحاق « 1 » : ولما هلك أبو طالب ونالت قريش من رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ما لم تكن تنال منه فى حياته ، خرج رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى الطائف وحده يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومه ، ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله .
فلما انتهى إلى الطائف عمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ ، سادة ثقيف وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة ، عبد ياليل ومسعود وخبيب ، بنو عمرو بن عمير بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف ، وعند أحدهم امرأة من قريش من بنى جمح ، فجلس إليهم رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام على من خالفه من قومه ، فقال له أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ؛ وقال الآخر : أما وجد الله أحدا يرسله غيرك ! وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا ! لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغى لى أن أكلمك ، فقام رسول الله صلى اللّه عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف ، وقد قال لهم فيما ذكر لى : إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا على . وكره رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أن يبلغ قومه فيذئرهم ذلك عليه . فلم يفعلوا ، أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس .
قال موسى بن عقبة : وقعدوا له صفين على طريقه ، فلما مر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بين صفيهم جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة ، حتى أدموا رجليه .
وزاد سليمان التيمى أنه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا أذلقته الحجارة قعد إلى الأرض فيأخذون بعضديه فيقيمونه ، فإذا مشى رجموه وهم يضحكون ! .


( 1 ) انظر : السيرة ( 2 / 29 ) .

246

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست