responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 231


حتى أصارعك . فقام إليه ركانة فصارعه ، فلما بطش به رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أضجعه لا يملك من نفسه شيئا ، ثم قال : عد يا محمد . فعاد فصرعه . فقال : يا محمد ، إن ذا للعجب أتصرعنى ! ! قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « وأعجب من ذلك إن شئت أن أريكه إن اتقيت الله واتبعت أمرى » ، قال : ما هو ؟ قال : « أدعو لك هذه الشجرة التى ترى فتأتينى » . قال :
ادعها . فدعا بها ، فأقبلت حتى وقفت بين يدى رسول صلى اللّه عليه وسلم فقال لها : « ارجعى إلى مكانك ، فرجعت إلى مكانها » ، فذهب ركانة إلى قومه فقال : يا بنى عبد مناف ، ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فو الله ما رأيت أسحر منه قط . ثم أخبرهم بالذى رأى وصنع « 1 » .
قال ابن إسحاق « 2 » : ثم قدم على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وهو بمكة عشرون رجلا أو قريبا من ذلك ، من النصارى ، يقال : إنهم من أهل نجران ، حين بلغهم خبره من الحبشة ، فوجدوه فى المسجد ، فجلسوا إليه وكلموه وسألوه ، ورجال من قريش فى أنديتهم حول الكعبة ، فلما فرغوا من مسألة رسول الله صلى اللّه عليه وسلم عما أرادوا دعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن ، فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع ، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه وعرفوا منه ما كان يوصف لهم فى كتابهم من أمره ، فلما قاموا عنه اعترضهم أبو جهل فى نفر من قريش ، فقالوا لهم : خيبكم الله من ركب ! بعثكم من وراءكم من أهل دينكم لتأتوهم بخبر الرجل ، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه ! ما نعلم ركبا أحمق منكم . أو كما قالوا . فقالوا لهم : سلام عليكم لا نجاهلكم ، لنا ما نحن عليه ولكم ما أنتم عليه ، لم نأل أنفسنا خيرا .
فيقال والله أعلم : فيهم نزلت هؤلاء الآيات : الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ إلى قوله : لَنا أَعْمالُنا ولَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ [ القصص :
52 ، 55 ] .
فقال « 3 » : وقد سألت الزهرى فقال : ما زلت أسمع من علمائنا أنهن نزلت فى النجاشى وأصحابه . والآيات من المائدة قول الله عز وجل : ولَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً


( 1 ) انظر الحديث فى : البدآية والنهاية لابن كثير ( 3 / 103 ) ، دلائل النبوة للبيهقى ( 6 / 250 ) ، أبى داود فى المراسيل ( 308 ) ، البيهقى فى السنن الكبرى ( 10 / 18 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 320 - 321 ) . ( 3 ) انظر : السيرة ( 1 / 321 ) .

231

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست