responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 230


إليه وما معه روحه ، فقال : أعط هذا الرجل حقه . قال : نعم ، لا يبرح حتى أخرج إليه حقه . فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه ، ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء ، فقالوا : ويلك ! ما لك ؟ والله ما رأينا مثل ما صنعت قط ، قال : ويحكم ! والله ما هو إلا أن ضرب على بابى وسمعت صوته فملئت رعبا ، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط ، والله لو أبيت لأكلنى « 1 » .
وذكر الواقدى عن يزيد بن رومان قال : بينا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم جالسا فى المسجد معه رجال من أصحابه أقبل رجل من بنى زبيد يقول : يا معشر قريش ، كيف تدخل عليكم المادة أو يجلب إليكم جلب أو يحل تاجر بساحتكم وأنتم تظلمون من دخل عليكم فى حرمكم . يقف على الحلق حلقة حلقة .
حتى انتهى إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى أصحابه ، فقال له رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : ومن ظلمك ؟
فذكر أنه قدم بثلاثة أجمال كانت خيرة إبله ، فسامه أبو جهل ثلث أثمانها ثم لم يسمه بها لأجله سائم ، قال : فأكسد على سلعتى وظلمنى . قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : « وأين أجمالك ؟ » قال : هى هذه بالحزورة . فقام رسول الله صلى اللّه عليه وسلم معه وقام أصحابه ، فنظر إلى الجمال فرأى جمالا فرها . فساوم الزبيدى حتى ألحقه برضاه ، فأخذها رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فباع جملين منها بالثمن ، وأفضل بعيرا باعه وأعطى أرامل بنى عبد المطلب ثمنه ، وأبو جهل جالس فى ناحية من السوق لا يتكلم . ثم أقبل إليه رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فقال : « يا عمرو ، إياك أن تعود لمثل ما صنعت بهذا الأعرابى فترى منى ما تكره » . فجعل يقول : لا أعود يا محمد ، لا أعود يا محمد ، فانصرف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ، وأقبل عليه أمية بن خلف ومن حضر من القوم ، فقالوا : ذللت فى يدى محمد ، فإما أن تكون تريد أن تتبعه وإما رعب دخلك منه . قال : لا أتبعه أبدا ، إن الذى رأيتم منى لما رأيت معه ، لقد رأيت رجالا عن يمينه وشماله معهم رماح يشرعونها إلى ، لو خالفته لكانت إياها . أى لأتوا على نفسى .
وذكر محمد بن إسحاق « 2 » عن أبيه قال : كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب أشد قريش ، فخلا يوما برسول الله صلى اللّه عليه وسلم فى بعض شعاب مكة ، فقال له : يا ركانة ، ألا تتقى الله وتقبل ما أدعوك إليه ؟ ! قال : لو أعلم أن الذى تقول حق لا تبعتك .
فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق ؟ قال : نعم . قال : فقم


( 1 ) ذكره ابن كثير فى البداية والنهاية ( 3 / 94 - 95 ) . ( 2 ) انظر : السيرة ( 1 / 319 - 320 ) .

230

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست