responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 225


فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى بيته فاتبعته ، حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمد ، إن قومك قالوا لى كذا وكذا ، فو الله ما برحوا يخوفوننى امرك حتى سددت أذنى بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعنى فسمعت قولا حسنا ، فاعرض على أمرك ، فعرض على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم الإسلام وتلا على القرآن ، فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه ، فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبى الله ، إنى امرؤ مطاع فى قومى وإنى راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لى آية تكون لى عونا عليهم فيما أدعوهم إليه . فقال : اللهم اجعل له آية .
فخرجت إلى قومى حتى إذا كنت على ثنية تطلعنى على الحاضر وقع نور بين عينى مثل المصباح . قلت : اللهم فى غير وجهى ، إنى أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت فى وجهى لفراقى دينهم . قال : فتحول فوقع فى رأس سوطى ، فجعل أهل الحاضر يتراؤن ذلك النور فى سوطى كالقنديل المعلق ، وأنا أهبط إليهم من الثنية حتى جئتهم ، فلما نزلت أتانى أبى وكان شيخا كبيرا ، فقلت : إليك عنى يا أبا فلست منك ولست منى .
قال : لم يا بنى ؟ قلت : أسلمت وتابعت دين محمد . قال : أى بنى فدينى دينك . فقلت :
فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت . فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم ، ثم أتتنى صاحبتى فقلت لها : إليك عنى فلست منك ولست منى . قالت : لم بأبى أنت وأمى ؟ ! قلت : فرق بينى وبينك الإسلام وتابعت دين محمد . قالت : فدينى دينك . قلت : فاذهبى إلى حنا ذى الشرى .
قال ابن هشام « 1 » : ويقال : حمى ذى الشرى ، فتطهرى منه ، وكان ذو الشرى صنما لدوس والحنا حمى حموه له ، به وشل من ماء يهبط من جبل . فقالت : بأبى أنت وأمى ، أتخشى على الصبية من ذى الشرى شيئا ؟ قلت : لا أنا ضامن لذلك . فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام فأسلمت ، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطأوا على ، ثم جئت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بمكة ، فقلت يا نبى الله ، إنه غلبنى على دوس الزنا فادع الله عليهم . فقال : اللهم اهد دوسا ، ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم .
فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة ، ومضى بدر وأحد والخندق ، ثم قدمت إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بمن أسلم معى من قومى ، ورسول الله صلى اللّه عليه وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ، ثم لحقنا


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 314 ) .

225

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست