responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 224


< شعر > وكنا قديما لا نقر ظلامة * وندرك ما شئنا ولا نتشدد فيا لقصى هل لكم فى نفوسكم * وهل لكم فيما يجىء به غد فإنى وإياكم كما قال قائل * لديك البيان لو تكلمت أسود < / شعر > أسود هنا اسم جبل كان قتل فيه قتيل لم يعرف قاتله ، فقال أولياء المقتول هذه المقالة ، يعنون بها أن هذا الجبل لو تكلم لأبان عن القائل ولعرف بالجانى ، ولكنه لا يتكلم ، فذهبت مقالتهم تلك مثلا .
قال ابن إسحاق « 1 » : فكان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم على ما يرى من قومه يبذل لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه ، وجعلت قريش حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب .
فكان طفيل بن عمرو الدوسى « 2 » وكان رجلا شريفا شاعرا لبيبا يحدث أنه قدم مكة ورسول الله صلى اللّه عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش فقالوا له : يا طفيل إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذى بين أظهرنا قد أعضل بنا « 3 » ، فرق جماعتنا وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق به بين الرجل وبين أبيه ، وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه .
قال : فو الله ما زالوا بى حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت فى أذنى حين غدوت إلى المسجد كرسفا « 4 » فرقا من أن يبلغنى شىء من قوله ، وأنا لا أريد أن أسمعه ، قال : فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله صلى اللّه عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة ، فقمت قريبا منه ، فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض قوله ، فسمعت كلاما حسنا ، فقلت فى نفسى : واثكل أمى ! والله إنى لرجل لبيب شاعر وما يخفى على الحسن من القبيح ، فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ، فإن كان الذى يأتى به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته .


( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 312 - 313 ) . ( 2 ) هو : الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسى من دوس . انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم ( 1283 ) ، طبقات ابن سعد ( 4 / 1 / 175 ) ، طبقات خليفة ( 13 / 114 ) ، تاريخ خليفة ( 111 ) الجرح والتعديل ( 4 / 489 ) ، العبر ( 1 / 14 ) ، تاريخ ابن عساكر ( 7 / 62 ) . ( 3 ) أعضل بنا : أى أشد أمره ولم يوجد له وجه . ( 4 ) كرسفا : الكرسف يعنى القطن .

224

نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست