نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 117
فقال له سيف : وأيهم أنت أيها المتكلم ؟ فقال : أنت عبد المطلب بن هاشم . قال : ابن أختنا ؟ قال : نعم ؟ قال : أدنه ، فأدناه . ثم أقبل عليه وعلى القوم ، فقال لهم : مرحبا وأهلا ، قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم ، وأنتم أهل الليل والنهار ، فلكم الكرامة ما أقمتم والحباء إذا ظعنتم . ثم أنهضوا إلى دار الضيافة والوفود ، فأقاموا شهرا لا يصلون إليه ولا يأذن لهم بالانصراف . ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب ، فقال له : إنى مفوض إليك من سنى علمى أمرا لو يكون غيرك لم أبح له به ، ولكنى رأيتك معدنه فأطلعتك عليه ، فليكن عندك مكنونا حتى يأذن الله فيه ، فإن الله بالغ أمره . إنى أجد فى الكتاب المكنون والعلم المخزون الذى اختزناه لأنفسنا واجتبيناه دون غيرنا خيرا عظيما وخطرا جسيما ، فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة ، للناس عامة ولرهطك كافة ، ولك خاصة . فقال له عبد المطلب : مثلك أيها الملك سر وبر ، فما هو ؟ فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر . . فقال : إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة ، كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة . فقال له عبد المطلب : لقد أبت بخير ما آب بمثله وافد ، ولو لا هيبة الملك وإجلاله وإعظامه لسألته من ساره إياى ما أزداد به سرورا . فقال له ابن ذى يزن : هذا حينه الذى يولد فيه ، أو قد ولد ، اسمه محمد ، يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه ، قد ولدناه مرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ، يضرب بهم الناس عن عرض ، ويستبيح بهم كرائم الأرض ، ويكسر الصلبان ويخمد النيران ويعبد الرحمن ويدحر الشيطان ، قوله فصل وحكمه عدل ، يأمر بالمعروف ويفعله ، وينهى عن المنكر ويبطله . فقال له عبد المطلب : عز جدك وعلا كعبك ودام ملكك وطال عمرك ، فهل الملك سارى بإفصاح ، فقد أوضح لى بعض الإيضاح . فقال له ابن ذى يزن : والبيت والحجب ، والعلامات والنصب ، إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب . فخر عبد المطلب ساجدا ، فقال له : ارفع رأسك ثلج صدرك وعلا أمرك ، هل أحسست بشىء مما ذكرت لك ؟ .
117
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 117