نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 101
وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة بين صنمى قريش إساف ونائلة عند منحر قريش ، فبقى أمرها كذلك إلى أن أمر عبد المطلب بن هاشم بحفرها . فذكر ابن إسحاق « 1 » وغيره من حديث على بن أبى طالب رضى الله عنه ، قال : قال عبد المطلب : إنى لنائم فى الحجر إذ أتانى آت فقال : احفر طيبة . قلت : وما طيبة ؟ ثم ذهب عنى . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعى فنمت فيه ، فجاءنى فقال : احفر برة . فقلت : وما برة ؟ ثم ذهب عنى . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعى فنمت فيه ، فجاءنى فقال : احفر المضنونة . فقلت : وما المضنونة ؟ ثم ذهب عنى . فلما كان الغد رجعت إلى مضجعى فنمت فيه فجاءنى فقال : احفر زمزم . قلت : وما زمزم ؟ . قال : لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقى الحجيج الأعظم ، وهى بين الفرث والدم ، عند نقرة الغراب الأعصم عند قرية النمل « 2 » . فلما بين له شأنها ودل على موضعها وعرف أنه قد صدق ، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث ، ليس له يومئذ ولد غيره فحفر . فلما بدا لعبد المطلب الطى كبر . فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه ، فقالوا : يا عبد المطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا فأشر كنا معك فيها . قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم . قالوا له : فأنصفنا ، فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها . قال : اجعلوا بينى وبينكم من شئتم نحاكمكم إليه . قالوا : كاهنة بنى سعد بن هذيم ، قال : نعم . وكانت بأطراف الشام . فركب عبد المطلب ومعه نفر من بنى أبيه من بنى عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر . قال : والأرض إذ ذاك مفاوز . قال : فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام فنى ماء عبد المطلب وأصحابه ، فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة ، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم ، وقالوا : إنا بمفازة ونحن نخشى على أنفسا مثل ما أصابكم . فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال : ماذا
( 1 ) انظر : السيرة ( 1 / 130 ) . ( 2 ) قال السهيلى فى الروض الأنف ( 1 / 169 ) : قرية النمل لا تحرث ولا تبذر وتجلب الحبوب إلى قريتها من كل جانب .
101
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 101