نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 392
جهنم من الجنة والناس أجمعين ) [1] والمراد بالقول منا العلم ، وذلك لأنَّ علم الله سبحانه سابقٌ على أفعال العباد ولا حق ولا كاشف فهو سبحانه يعلم قبل ايجادهم مَن المُطيع ومن العاصي ، لأنه ليسَ عند الله زمانٌ ولا مكان ، ثم أخذ عليهم العهد في الذرات وهو رمزٌ رفيع ومعناه علم قبل اَنشاء ذراتهم ، من جبلته الانقياد للطاعة ، ومن جبلته الظلم والانقياد للمعصية فما يغني النذر . فصاروا في العلم قبضتين : مُطيعٌ بالقوة ، وعاص بالقوة ، ثم لَما أوجَدَهم وكلّفهُم كشف العلم السابق ما في جبلاتهم فصاروا فريقين ، كما قال وقوله الحق ، مؤمن بالفعل وكافر ، ولذلك قال : ولا أبالي ، وفيه إشارة لطيفة معناها : لا أبالي بعد أن فَطرتُهم على التوحيد ، وعَرَضتُ عليهم الايمان في عالم الأرواح ، ثم ذكّرتُم العهد في ظلم الأشباح ، فمنهم مَن أبْصَرَ فاستبصَرَ ومنهم مَن أنكر فاسْتكبر ، فلا أُبالي ان نسب الجبرية الظلم إلي وأنا العدل الحكيم . ولا أُبالي يوم القيامة فريقاً في الجنة بايمانهم وفريقاً في السعير بكفرهم وطغيانهم ، واليه الإشارة بقوله : ( أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ) ثم خَلَط الماءين فما يفعله شيعتنا من الفواحش والأثم فهو من طينة النواصب ومزاجهم وهو لهم وعليهم وإليهم ، وما يفعله النواصب من البرَ والاحسان فهو من طينة المؤمن ومن مزاجه فهو لهم وإليهم لأنه ليس من شأن المنافق برّ ، ولا من شأن المؤمن ظُلم ولا كفر ، فإِذا عرضت الاعمال على الله قال الحكيم العدل سبحانه : اَلحِقوا صالحات المنافق بالمؤمن لأنها من سنخيّته فهي له لأنها وفَت بالعهد المأخوذ عليها ، وألحِقوا سيّئات المؤمن بالمنافق لأنها من طينته واليه لأنها