نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 386
من شيء ، ومن زعم إن الله تعالى خلق الأشياء من شيء فقد كفر ، لأنه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الأشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك الشيء أزليا ، بل خلق الله تعالى الأشياء كلها لا من شيء ، فكان مما خلق الله تعالى أرضا طيبة ، ثم فجر منها ماء عذبا زلالا فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها ، فأجرى ذلك الماء عنها ، فأخذ من صفوة ذلك الطين فجعله طين الأئمة . ثم أخذ ثقل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ، ولو ترك طينتكم يا إبراهيم على حالها كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئا واحدا . قلت : يا بن رسول الله فما فعل بطينتنا ؟ قال : أخبرك يا إبراهيم ، خلق الله تعالى بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة ، ثم فجر منها ماء أجاجا آسنا مالحا ، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فلم تقبلها ، فأجرى ذلك الماء سبعة أيام حتى طبقها وعمها ، ثم نضب ذلك الماء عنها ، ثم أخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة وأئمتهم ، ثم مزجه بثقل طينتكم ، ولو ترك طينتهم على حالها ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا أدوا الأمانة ، ولا أشبهوكم في الصور ، وليس شيء أكبر على المؤمن من أن يرى صورة عدوه مثل صورته ! قلت : يا بن رسول الله فما صنع بالطينتين ؟ قال : مزج بينهما بالماء الأول والماء الثاني ، ثم عركها عرك الأديم ، ثم أخذ من ذلك قبضة فقال : هذه إلى الجنة ولا أبالي ، وأخذ قبضة أخرى وقال : هذه إلى النار ولا أبالي ، ثم خلط بينهما ، فوقع من سنخ المؤمن وطينته على سنخ الكافر وطينته ، ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته ، فما
386
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 386