نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 275
على كل حال مشفقين . قالوا : أما وعزتك وجلالك ما قدرناك حَقّ قدرك ، وما أدّينا إليك كل حقك ، فَأذَنْ لنا بالسجود . قال لهم ربّهم عَزّ وجَلّ : إني قد وضعت عنكم مؤنة العباد وأرَحْتُ لكم أبدانكم ، فطالما أنَصَبتم لي الأبدان وعَنَتُّم لي الوجوه ، فالآن أفَضْتُم إلى رَوحي ورحمتي فاسألوني ما شئتم ، وتَمنُّوا عليَّ أعطكم أمانيّكم ، وإني لم أجركم اليوم بأعمالكم ولكن برحمتي وكرامتي وعظيم شأني وبحبكم أهل بيت محمد . ولا يزالوا يا مقداد مُحِبّوا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في العطايا والمواهب ، حتى ان المقصّر من شيعته لَيتمَنّى في أمنيَّته مثل جميع الدنيا منذ خَلَقَها الله إلى يوم القيامة . قال لهم ربّهم تبارك وتعالى : لقد قصّرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحقُّ لكم ، فانظروا إلى مواهب ربّكم : فإذا بقباب وقصور في أَعلا علِّيين من الياقوت الأحمر والأخضر والأبيض والأصفر يزهر نورها ، فلولا انه مسخر إذ التمعت الابصار منها ، فما كان من تلك القصور من الياقوت الأحمر مفروش بالسندس الأخضر ، وما كان منها من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالرباط الصفر ، مبثوثة بالزبرجد الأخضر والفضة البيضاء والذهب الأحمر ، قواعِدها وأركانُها من الجوهر ينور من أبوابها وأعراضها نورٌ شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء . وإذا على باب كل قصر من تلك القصُور جَنتان مُدْها متّان فيهما من كل فاكهة زوجان . فلما أرادوا الانصراف إلى منازلهم جولوا على براذين من نور بأَيدي ولدان مخلدين اكل ولد منهم حكمة بزدون من تلك البراذين ، لجمها وأَعنْتها من الفضة البيضاء ، وأثفارها من الجوهر ، فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم
275
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش جلد : 1 صفحه : 275