responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 260


الطهارة والقدس ، وقطع شواغله عمّا سواه ، وتطهير بواطنه عن كدورات الدنيا ، ورفع الحجاب حتى يشاهده في جميع الأشياء ، ويشهد أن جميع الأشياء بالحَقِّ قائمة وأن وجوده وجوده ، ولا وجود لشيء إلا بنحو من الانتساب كما استَعْذَ به ذوق المتهأَلّين من الحكماء أيضاً ، فيأخذ بالله ، ويعطي بالله ، ويُحب للهِ ، ويُبغض للهِ ، وهذا سرّ لا إله إلا الله ، وحقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله ، فهذه الإرادة هي المحبة وان كانت إرادته لعبده ان يختصه بمقام من الانعام دون هذا المقام كإرادته ثوابه ودفع عقابه ، وهذه الإرادة هي الرحمة . فالمحبة أعمّ من الرحمة . وأما محبة العبد لله تعالى ، فهي ميله إلى نيل هذا الكمال وإرادته الوصول إلى هذا المقام الذي يتسابق إليه الرجال وتتهافت على التحلي به همم الابطال .
وإذ قد عرفت محبة الرَب ومحبة العبد ، وانقدت الناس ، عرفت أن بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليسَ لأحَد هذا المقام ، إلا لأمير المؤمنين عليه آلاف التحية والثناء .
بيان ذلك : إِن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لما عَلِمَ اتصاف علي بهذا الصفة ( المحاسن ) من الجانبين وكانت أمراً معنوياً لا يدرك إِلا باظهار أمر محسوس من لوازمها ، يشهد ذلك الأمر لمن اتصف به باتصافه بتلك المحبة أثبتها ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) بأمرين :
أحدهما فتح خيبر ، فجمع ( صلى الله عليه وآله ) وصفه بين المحبة والفتح ، بحيث يظهر لكل أحد صورة الفتح ويدركه بحس البصر ، فلا يبقى عنده تردد في اتّصافه بالصفة المعنوية المقرونة بالصفة المحسوسة .
وثانيهما : حديث الطائر ، جَعَل ( صلى الله عليه وآله ) واتيانه وأكله معه من ذلك الطائر ، وهما أمران محسوسان دليلا موضحاً لأتصافه بتلك الصفة ، ليعلم أنه ( عليه السلام ) هو وأتباعه هُم الذينَ أخبر الله تعالى عنهم بقوله : ( فسَوفَ يأتي الله بقوَم يحبُّهم ويُحبونه ) .
ومما يُصرِّح بهذا المعنى ما سَبقَ من قوله ( صلى الله عليه وآله ) :

260

نام کتاب : الأربعين في حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : علي أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست