التملص والتخلص بشتى الوسائل ، ولكنه لما أعيته الحيلة ، اعترف في رسالته الأخيرة بعجزه عن تحديد ذلك . . وعلى كل حال ، فإن أسلوبه هذا يشير إلى : أن وراء الأكمة ما وراءها . . وأن فسح المجال للدعوة لنبذ ما في التسنن والتشيع معاً ، ثم الإتيان بدين جديد ، مما لا مجال للسماح به ، في أي ظرف ، ومهما رفعوا لنا من شعارات غائمة ومطاطة ، ليس لها معيار ، ولا ضابطة لها ، سوى أذواق هذا النوع من الأشخاص ، وآرائهم واستحساناتهم . إن هذه المحاولات لا بد من التصدي لها ، والوقوف بوجهها ، وفضح أساليب وطرائق المتصدين لها ، وتحذير الناس من الوقوع في حبائلهم . هذا ، وقد واجه الشيعة حالة من هذا القبيل في السنوات الأخيرة ، حيث ظهر شخص ما فتئ يرفع شعار التجديد والاعتدال ، ويدعو إلى نبذ التخلف ، و التعصب ، والغلو . . ثم بدأ يطرح أموراً غريبة عن التشيع ، وكثير منها غريب عن التسنن أيضاً . . وهي بمجموعها تؤسس لدين جديد . . فتصدى له علماء الشيعة ومراجعهم ، وفندوا آراءه ، وفضحوا أهدافه ، وأسقطوا مقولاته بالأدلة العلمية ، وبالبراهين الصحيحة والقاطعة ، وأعلنوا عن فسادها بصراحة وقوة ومسؤولية . فمني المشروع الكبير الذي كان يحلم به هذا الشخص ، ويخطط له ، بالفشل الذريع ، وبالسقوط المحتم ، بعد أن سقطت المقولات التي تؤسس