فقط ، وهذا مما يجب أن ننكره على غلاتنا من سنة وشيعة نريد أن نربيهم على الاعتراف بالحق وعلى تقبل الحق ممن أتى به . أما أن نتقبل القول من الشيعي ونرفض القول نفسه من السني فهذا من التعصب المقيت الذي أوصل الأمة لهذا التفرق والتمزق . والغريب أننا بعد هذا التعصب للمذهب ورجاله لا نعترف بالتعصب ولا الغلو ونرمي به الآخرين ثم نتساءل عن أسباب ( تنازع المسلمين وننادي « بوحدتهم » ) ؟ . كيف يا ترى الوحدة إن لم يكن هناك ( ثقة متبادلة ) و ( اعترافات متبادلة ) وخروج عن الضيق المذهبي ؟ . هل يريد الغلاة من الشيعة أن يتوحد المسلمون على الغلو الشيعي ؟ . أو هل يريد الغلاة من السنة أن يتوحد المسلمون على الغلو السلفي ؟ . كلا سنبقى في الاتهامات المتبادلة والتكفير والتبديع ما دام الغلاة لهم الصدارة وما دام المعتدلون ساكتين ينتظرون لمن تكون الدائرة ؟ . فهذه نصيحتي أقولها صادقا مع نفسي ومعكم . فقبول بإحسان أو مفارقة بإحسان ، أما أن ينتظر غلاة الفريقين أن أعير عقلي وضميري لهذا الفريق أو ذاك فهذا بعيد ، لأن إرضاء الله أولى من إرضاء البشر والعقل مناط التكليف فمن تركه لفريق حرمه الله من هذه النعمة وحاسبه على اهماله ثم لن ينفعه يوم القيامة أن يقول : ( إنا أطعنا