بالرأي في مجالات كهذه ، كما ذكروه . كما أن محمد بن كعب القرظي ، قد أهمل ذكر غير زيد أيضاً ، فهو لم يذكر ابن مسعود ، ولا علياً ( عليه السلام ) مثلاً . ولكن هذه المناقشة لا تكفي لإزالة التساؤل المطروح ؛ لأنها لا تعدوا عن أن تكون مجرد احتمال موهون وضعيف . . إذ لعل محمد بن كعب إنما أراد ذكر من اطلع عليهم - ممن جمعوا القرآن من الأنصار ، هذا بالإضافة إلى : أن ابن مسعود ، قد سجل اعتراضاً قوياً على تكليفهم زيداً بكتابة القرآن وأهليته لذلك . وحجته في ذلك : أنه هو نفسه قد أخذ من فيّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) سبعين سورة ، وإن زيداً ليلعب مع الصبيان في الكتاب . فيبقى ما ذكره ابن عبد البر على قوته . . ومهما يكن من أمرٍ ، فان رواية أنس ، ليست هي الوحيدة في هذا المجال ؛ إذ أن هناك رواية عن ابن سيرين يرد فيها نفس هذا السؤال . . فهي قد ذكرت من تقدمت أسماؤهم ، واختلفوا في رجلين من ثلاثة : 10 - أبو الدرداء ، وعثمان ، وقيل : عثمان ، و 11 - تميم الداري [1] ، وفي رواية أخرى عن الشعبي : أنهم ستة ؛
[1] طبقات ابن سعد ج 2 قسم 2 ص 113 والبرهان للزركشي ج 1 ص 241 والنص له ، والإتقان ج 1 ص 72 عن البيهقي ، وتاريخ القرآن ص 47 .