كما وصرح العسقلاني وغيره بأن أول من كتب القرآن بمكة من قريش : عبد الله بن سعد بن أبي سرح [1] . وقال ابن كثير : معلقاً على دعوى : أن أبي بن كعب أول من كتب الوحي : « السور المكية لم يكن أبي بن كعب حال نزولها ، وقد كتبها الصحابة بمكة » [2] . باء : هذا . . ولا يبعد أن يكون المسلمون قد نقلوا ما كتبوه من القرآن إلى المدينة ، ولأجل ذلك نجد بعض الآيات المكية في سورة مدنية ، وبالعكس [3] . وإن كان ربما يقال : إنهم قد حفظوا تلك الآيات ، ثم دونوها من جديد في المدينة . جيم : إننا نلاحظ : أن أول ما نزل عليه ( صلى الله عليه وآله ) من القرآن ، قد جاء فيه ذكر القراءة ، والكتابة بالقلم ، بل قيل : إنه نزل مكتوباً في قطيفة [4] . ألا وهو قوله تعالى : * ( اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ
[1] فتح الباري ج 9 ص 19 والسيرة الحلبية ج 3 ص 326 . [2] البداية والنهاية ج 7 ص 340 . [3] الإتقان ج 1 ص 14 - 18 . [4] الإتقان ج 1 ص 24 عن ابن أشتة في كتاب المصاحف وراجع : علوم القرآن الكريم ص 154 .