من أجوبتكم ، التي قرأناها في هذه المحاورة . ومعرفة كون الداعي هو الضيق المذهبي أو غيره يحتاج إلى علم الغيب . لذا فإن على هذا الشخص أن ينظر في أدلة هؤلاء وأولئك ليناقشها ، فإما أن يقبلها ، أو أن يردها بالدليل والبرهان . . وإلا فإن الآخرين أيضاً قد يجيزون لأنفسهم أن يقولوا عنه : إنه هو الآخر يتظاهر بالاعتدال ، ليخدع الناس بالكلمات المعسولة ، وليمرر ما يمكنه تمريره على حين غفلة من الناس البسطاء والسذج . . إنه يتهم الآخرين بالضيق المذهبي على سبيل الإسقاط على الطرف الآخر . . أي أنه هو الذي يعاني من هذا الأمر الذي يسقطه على الآخرين بالتذاكي عليهم ، وإظهار خلاف الواقع لهم . . إننا نحب أن نبتعد في البحث معك عن هذه الأجواء ، لنعيش أجواء البحث العلمي الموضوعي والمنصف . . 2 - من أين عرفت أن الإغضاب بتأويل ، أو لغضب عارض « على حد تعبيرك « يختلف عن الإغضاب بغضاً ومعاداة ، من حيث إن هذا يوجب إغضاب الله ورسوله دون ذاك . فإن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يرضيها ما يرضيني ، و يغضبها ما يغضبني ، أو يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ، قد ورد مطلقاً غير مقيد بشيء مما ذكرتم .