إليهم ، وقبلوا بأهليتهم ( ولكن القبول يحتاج إلى الحجة القاطعة للعذر ، والمبرئة للذمة أمام الله تعالى ) لمقام الخلافة لأنحلت المشكلة أيضاً . . كما أن لعائشة نصيباً في هذا النزاع ، بسبب حربها لعلي ومواقفها منه ، فلو غض الشيعة النظر عن ذلك لأنحلت المشكلة ، ولو قبل السنة بترتيب آثار أفعالها عليها لأنحلت المشكلة أيضاً . وليس النزاع بين السنة والشيعة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إثباتاً أو نفياً . . فإن الجميع مقرُّون بفضلهم ، معتقدون به ، ولكن نزاعهم فيما هو أكثر من مجرد الاحترام والفضل والمحبة . إذاً فلا معنى لقولك : الإنصاف للصحابة عند الشيعة قليل ، وأن السنة قد أنصفوهم أكثر . . بل الصحيح القول : إن الشيعة قد أنصفوا الصحابة وأهل السنة لم ينصفوهم ، بل أرادوا إعطاء بعضهم ما ليس له ، وسلب بعضهم الآخر ما هو حق له . ثانياً : قولك إن الشيعة قد اعتبروا أهل السنة طرفاً مخاصماً لأهل البيت غير صحيح . . بل اعتبروهم طرفاً متحيزاً لبعض الصحابة . . يعطونه أكثر مما يستحق ، ويحاولون طمس أمور صدرت منه ضد أهل البيت ، وذلك للحفاظ على ذلك الطرف من السقوط ، فكان من نتائج ذلك أن التبس الأمر فيما يرتبط بحقوق ومقامات أهل البيت ، ونتج عنه تأويلات غير منصفة لأحاديث في حقهم وفي امتيازاتهم . . وتأويلات أخرى لتوجيه