أنصاراً ، ثم نشأت ظروف ألزمت حتى علياً بالكف عن المطالبة لمصالح لا بد من مراعاتها . . واضطر الأنصار أيضاً للتخلي عن مشروعهم رغم أن جمهورهم كان يسعى إلى عقد الخلافة لغير أبي بكر . . رابعاً : صحيح : أن سلب النص أخف من معاندة النص . ولكن كيف ترى عاند عشرات الألوف النصوص الكثيرة التي تنهى عن البغي على حكام العدل فحاربوا علياً . . ثم كيف عاند مئات الألوف والملايين من الناس فسبوا علياً طيلة عشرات السنين - ولم يلتفتوا إلى النصوص الدالة على لزوم مراعاة حرمة المؤمن على الأقل فكيف بالنصوص التي وردت عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حق علي ( عليه السلام ) . . نعم لقد سبه علماء الأمة وجهالها على منابر الإسلام طيلة عشرات السنين . . خامساً : إن التضحية بالخيرات السابقة ليست دائماً دليل قلة الدين ، بل قد تكون لظروف قاهرة ، فإن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد اضطر للكف عن المطالبة لأجل مصالح عليا . . ولعل سكوت بني هاشم قد كان مراعاة لمصالح راعاها أمير المؤمنين . . كما أن سكوت خالد بن سعيد بن العاص - وهو أموي ، وسكوت المقداد وسلمان و . . و إلخ . . وكذلك سكوت الأنصار قد كان اضطراراً للسكوت . . لأكثر من سبب وسبب لزمهم مراعاته . .