ونقول لك : إن لحوق الأنصار بأبي بكر لم يكن عن اختيار ولا عن قناعة . بل كان بسبب ضعفهم الناشئ عن اختلافهم ، الذي نشأ عن خطاب أبي بكر في السقيفة وتذكير الفريقين بإحن الجاهلية . . ثم انحياز أُسيد بن حُضير الأوسي ، إليه ، لقرابته له من جهة ، و لحسده لسعد بن عبادة الخزرجي من جهة أخرى . ثم كان مجيء قبيلة بني أسلم بصورة مفاجئة وغامضة إلى المدينة حتى تضايق بهم سكك المدينة ، فبايعوا أبا بكر ، فكان عمر يقول : « ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر » [1] . وقال ابن الأثير : « وجاءت أسلم فبايعت » [2] . وقال الزبير بن بكار : « فقوي بهم أبو بكر » [3] . وعن أبي مخنف ، عن محمد بن السائب الكلبي ، وأبي صالح ، عن زائدة بن قدامة : أن قوماً من الأعراب دخلوا المدينة ليمتاروا منها ، فأنفذ إليهم عمر فاستدعاهم ، وقال لهم : « خذوا بالحظ والمعونة على بيعة خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه . قال : فوالله لقد رأيت الأعراب قد تحزموا ، واتشحوا بالأزر الصنعانية ،
[1] راجع : تاريخ الطبري ج 2 ص 458 / 459 ط الاستقامة . [2] راجع : الكامل في التاريخ ج 3 ص 331 . [3] راجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي .