ونقول لك . . أولاً : إن ما ذكرناه برقم 12 يكفي في وضع علامة استفهام كبيرة حول هذا الكلام . . خصوصاً . . وأن بعض الروايات الواردة في البخاري وغيره تصرح بأنه لا يبقى من أصحابه إلا مثل همل النعم . . ثانياً : إنه لا ريب في أن المنافقين كانوا موجودين في زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقد انخذل ابن أبي بحوالي ثلث الجيش في حرب أحد التي كانت في السنة الثالثة من الهجرة ، وقد كان ذلك قبل فتح مكة ، وقبل ظهور الطلقاء على الساحة ، وقبل سنة تسع التي هي عام وفود قبائل العرب ، ليعلنوا إسلامهم . مع العلم بأن الذين انخذلوا في أحد لم يكونوا كل المنافقين ، بل هؤلاء هم الذين وجدوا الجرأة أو المصلحة لأنفسهم بإظهار الخلاف . . ولا دليل على أنه لم يبق منهم في جيش النبي ( صلى الله عليه وآله ) من كان يرى مصلحته في التستر ، وفي المشاركة . . ثم إنك لا تستطيع أن تدعي أن النفاق كان مختصاً بالأنصار وتستثني المهاجرين . . فهل ثلث الجيش ، والله أعلم ، بمقدار من بقي ، كانوا أشذاذاً ، أو كانوا من قبائل العرب ، أو من الأعراب ؟ !