مثلاً . 6 - وأما بالنسبة لما ذكرته في الفقرة ( 6 ) فإننا نقول : إن تفريقك بين العنسي وطليحة ومسيلمة وبين المهاجرين والأنصار يرد عليه . . أولاً : إننا لم نقل : إن هؤلاء مثل أولئك لتجيبنا بهذا الجواب ، بل قلنا لك : إن البعض قد يقضي عمره في الطاعة ثم يرتد في آخر عمره وقد يكون العكس . وذلك لنثبت لك أن من الممكن أن يكون الإنسان مؤمناً تقياً ثم تحلو الدنيا في عينه ، فيقدم على إغضاب الزهراء لأجل الحصول على هذه الدنيا أو على ذلك الحكم والسلطان . . ثانياً : إن كون أبي بكر من أول الناس إسلاماً لا يمنع من أن تحلو الدنيا في عينه في آخر عمره . . ثالثاً : قد تقدم أن هناك قرائن تدل على أنه لم يكن من الأوائل بل تأخر إسلامه عدة سنوات . ومن يسلم بعد أكثر من خمسين - بناء على رواية الطبري - لا يصح وصفه - بصورة قاطعة - بأنه من أول الناس إسلاماً . . رابعاً : وأما قرائن البراءة المطلوبة التي تحدثتم عنها . . فنقول عنها : إن قضية أبي بكر ليست من هذا القبيل ، فإن إغضابه لفاطمة قطعي الثبوت بالحجة التي هي الروايات الصحيحة ولا يراد إثبات أكثر من ذلك ، فالإغضاب قطعي وقرائن البراءة ظنية حسب زعمك ولا يقدم الظني على