« لا تمحوا كتاب الله بالأقدام » [1] . 9 - عن عمر بن عبد العزيز ، قال : مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكتاب في الأرض ، فقال : « لعن الله من فعل هذا ، لا تضعوا كتاب الله إلا موضعه . . » [2] . العاشر : الذين جمعوا القرآن في عهده ( صلى الله عليه وآله ) : لقد ذكر المؤرخون والمؤلفون ، جمعاً من الصحابة ، قالوا : إنهم قد جمعوا القرآن في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ويستثنون بعضهم ؛ فيقولون : إنه قد جمع القرآن ، باستثناء سورتين ، أو ثلاثة . . ومن الواضح ؛ أن المراد بالجمع ، هو ما قابل التفرق ؛ فان القرآن قد نزل متفرقاً ونجوماً ؛ فكان الصحابة - أو طائفة منهم - يهتمون بالحصول على ما نزل ، وضمه إلى ما عندهم ، ويتابعون ذلك باستمرار . . وطبيعي أن يكون ذلك على سبيل الكتابة ، وضم الجديد إلى القديم ، على هذا النحو . والقول بأن المراد بجمعه : هو الحفظ في الصدور . . لا يستقيم . . لأن حفاظ القرآن في عهده ( صلى الله عليه وآله ) كثيرون ، وقد قتل في بئر معونة كما رووا - وإن كنا لم نوافق على هذا العدد [3] - : سبعون
[1] كنز العمال ج 1 ص 549 عن أبي نصر السجزي في الإبانة . [2] كنز العمال ج 1 ص 549 عن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول . [3] بحثنا ذلك في الجزء الخامس من كتاب : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) حين الحديث على غزوة بئر معونة .