نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 321
على أنه عليه السلام أحق بمقام الرسول عليه وآله السلام ، وأولى بالإمامة والخلافة من جهة أنها إذا دلت على الفضل الأكيد ، والاختصاص الشديد ، وعلو الدرجة ، وكمال المرتبة ، علم ضرورة أنها أقوى الأسباب والوصلات إلى أشرف الولايات . لأن الظاهر في العقل أن من كان أبهر فضلا ، وأجل شأنا ، وأعلى في الدين مكانا ، فهو أولى بالتقديم ، وأحق بالتعظيم ، والإمامة ، وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي أعلا منازل الدين بعد النبوة ، فمن كان أجل قدرا في الدين ، وأفضل وأشرف على اليقين ، وأثبت قدما ، وأوفر حظا فيه ، فهو أولى بها ، ومن دل على ذلك من حاله دل على إمامته . ولأن العادة قد جرت فيمن يرشح لجليل الولايات ، ويؤهل لعظيم الدرجات ، أن يصنع به بعض ما تقدم ذكره ، يبين ذلك أن بعض الملوك لو تابع بين أفعال وأقوال في بعض أصحابه طول عمره وولايته يدل على فضل شديد ، وقرب منه في المودة والخالصة والاتحاد ، لكان عند أرباب العادات بهذه الأفعال مرشحا له لأفضل المنازل ، وأعلى المراتب بعده ، ودالا على استحقاقه لذلك . وقد قال قوم من أصحابنا : إن دلالة العقل ربما كانت آكد من دلالة القول لأنها أبعد من الشبهة ، وأوضح في الحجة ، مات حيث إن ما يختص بالفعل لا يدخله المجاز ولا يتحمل التأويل ، وأما القول فيحتمل ضروبا من التأويل ويدخله المجاز وبالله التوفيق . فصل : وأما النص المختص بالقول فينقسم قسمين : النص الجلي ، والنص الخفي . فالنص الجلي : هو ما علم سامعوه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مراده منه ضرورة وإن كنا نعلم الآن ثبوته .
321
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 321