وروي أن الرجل يكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم بذلك الرزق وقال عليه السلام كذب من زعم أنه يصلي بالليل ويجوع بالنهار وفيما أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران لو رأيت الذين يصلون لي الدجى وقد مثلت نفسي بين أعينهم وهم يخاطبوني وقد جليت عن المشاهدة ويكلموني وقد تعززت عن الحضور يا ابن عمران هب لي من عينك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع ثم ادعني في ظلم الليل تجدني قريبا مجيبا يا ابن عمران كذب من زعم أنه يحبني وإذا جنه الليل نام عني وروي عن المفضل بن صالح قال قال لي مولاي الصادق عليه السلام يا مفضل إن لله تعالى عبادا عاملوه بخالص من سره فعاملهم بخالص من بره فهم الذين تمر صحائفهم يوم القيامة فزعا فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سر ما أسروا إليه فقلت وكيف ذاك يا مولاي فقال أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه وبينهم وفي هذا دلالة على أن الإخفاء بها أفضل من الإجهار بها وقول النبي خير العبادة أخفاها وخير الذكر الخفي وقوله عليه السلام صلاة السر تزيد على الجهر بسبعين ضعفا ومدح الله تعالى زكريا إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا وقال سبحانه ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ وهذا صريح في فضل إخفائها . وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوما يرفعون أصواتهم بالدعاء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رسلكم إنما تدعون سميعا بصيرا حاضرا معكم وما ورد من استحباب الجهر في صلاة الليل فإنه يختص بالقراءة دون الدعاء واعلم أن كيفية رفع اليدين في الصلاة أن يكون اليدين مبسوطتين تحاذي صدر الإنسان وعن سعد بن يسار قال قال الصادق عليه السلام هكذا الرغبة وأبرز باطن كفيه إلى السماء وقال هكذا الرهبة وجعل ظهرهما إلى السماء وقال هكذا التضرع وحرك إصبعيه السبابتين يمينا وشمالا وقال هكذا التبتل ورفع إصبعيه ووضعهما وقال هكذا الابتهال ومد يديه تلقاء وجهه إلى القبلة وقال من ابتهل منكم فمع الدمعة يجريها على خديه وإن لم يبك فليتباك ومن لم يستطع أن يصلي قائما فليصل قاعدا