responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 83


وقال علي بن الحسين عليه السلام إن بين الليل والنهار روضة يرتع في نورها الأبرار ويتنعم في حدائقها المتقون فذابوا سهرا في الليل وصياما في النهار فعليكم بتلاوة القرآن في صدره وبالتضرع والاستغفار في آخره وإذا ورد النهار فأحسنوا مصاحبته بفعل الخيرات وترك المنكرات وترك ما يرديكم من محقرات الذنوب فإنها مشرفة بكم على قبائح العيوب وكان الموت قد دهمكم والساعة قد غشيتكم فإن الحادي قد حدا بكم يحدي لا يلوي دون غايتكم فاحذروا ندامة التفريط حيث لا ينفع الندامة إذا زلت الأقدام وقال عليه السلام قال الله سبحانه إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني وقال عليه السلام المؤمن نطقه ذكر وصمته فكر ونظره اعتبار وقال إن عدوي يأتيني بالحاجة فأبادر إلى قضائها خوفا أن يسبقني أحد إليها وأن يستغني عني فيفوتني فضيلتها وسئل عن الزاهد فقال هو المتبلغ بدون قوته المستعد ليوم موته وقال الدنيا سبات والآخرة يقظة ونحن بينهما أضغاث أحلام وقال أقرب ما يكون من غضب الله إذا غضب ومن طاعة الشيطان إذا حرد وخطب عمر بن عبد العزيز فقال أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى وإن لكم معادا يجمعكم الله فيه ليوم الفصل والحكم بينكم وقد خاب وخسر من أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء وجنته التي عرضها السماوات والأرض بسوء عمله وإن الأمان غدا لمن باع قليلا بكثير وفانيا بباق وشقاوة بسعادة ألا ترون أخلاف الماضين ويستخلفكم قوم آخرون يأخذون تراثكم وبيوتكم وأجداثكم وفي كل يوم تجهزون غاديا ورائحا قد قضى نحبه ولقي ربه فيجعلونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد خلع الأسباب وسكن التراب وفارق الأحباب وواجه الحساب أصبح فقيرا إلى ما قدم غنيا عما خلف لا يزيد في حسنته ولا ينقص من سيئته واعلموا أن لكل سفر زاد لا بد منه فتزودوا لسفركم التقوى وكونوا كمن عاين ما أعد الله له من ثوابه وعقابه لترهبوا وترغبوا ولا يغرنكم الأمل ولا يطولن عليكم الأمد فإنه والله ما بسط

83

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست