responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 75


أبد لا أمد له وأجل لا منتهى له ونعيم لا زوال له فاعرفوا ما تريدون وما يراد بكم واتركوا من الدنيا ما يشغلكم عن الآخرة واحذروا حسرة المفرطين وندامة المغترين واستدركوا فيما بقي ما فات وتأهبوا للرحيل من دار البوار إلى دار القرار واحذروا الموت أن يفاجئكم على غرة ويعجلكم عن التأهب والاستعداد وإن الله تعالى قال فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ فرب ذي عقل أشغله هواه عما خلق له حتى صار كمن لا عقل له ولا تعذروا أنفسكم في خطئها ولا تجادلوا بالبطل فيما يوافق هواكم واجعلوا همكم نصر الحق من جهتكم أو من جهة من يجادلكم فإن الله تعالى يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ فلا تكونوا أنصارا لهواكم والشيطان واعلموا أنه ما هدم الدين مثل إمام ضلالة وأضل وجدال منافق بالباطل والدنيا قطعت رقاب طالبيها والراغبين إليها واعلموا أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران فمهدوه بالعمل الصالح فمثل أحدكم يعمل الخير كمثل الرجل ينفذ كلامه يمهد له قال الله تعالى فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ وإذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته فاعلموا أن ذلك استدراج له قال الله تعالى سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ سئل ابن عباس عن صفة الذين صدقوا الله المخافة فقال هم قوم قلوبهم من الخوف قرحة وأعينهم باكية ودموعهم على خدودهم جارية يقولون كيف نفرح والموت من ورائنا والقبر موردنا والقيامة موعدنا وعلى الله عرضنا وشهودنا جوارحنا والصراط على جهنم طريقنا وعلى الله حسابنا فسبحان الله وتعالى فإنا نعوذ به من ألسن واصفة وأعمال مخالفة مع قلوب عارفة فإن العمل ثمرة العلم والخوف ثمرة العمل والرجاء ثمرة اليقين ومن اشتاق إلى الجنة اجتهد في أسباب الوصول إليها ومن حذر النار تباعد مما يدني إليها ومن أحب لقاء الله استعد للقائه وروي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه يا ابن آدم أنا حي لا أموت أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون وكذلك قال الله تعالى في

75

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست