فتنة غبراء مظلمة فيتيهون فيها كما تاهت اليهود فحينئذ ينقض الإسلام عروة عروة يقال الله الله وقال أمير المؤمنين عليه السلام ما من سلطان آتاه الله قوة ونعمة فاستعان بها على ظلم عباده إلا كان حقا على الله أن ينزعها منه ألم تر إلى قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه ما لم يمالئ قراؤها أمراءها ولم يوال صلحاؤها أشرارها فإذا فعلوا ذلك نزع الله يده منهم ورماهم بالفقر والفاقة وسلط عليهم أشرارهم وملأ قلوبهم رعبا ورمى جبابرتهم بالعذاب المهين فيدعون دعاء الغريق ولا يستجيب لهم وقال بئس العبد عبد يسأل المغفرة وهو يعمل بالمعصية ويرجو النجاة ولا يعمل لها ويخاف العذاب ولا يحذره ويعجل الذنب ويؤخر التوبة ويتمنى على الله الأماني الكاذبة فويل له ثم ويل له من يوم العرض على الله تعالى وروي أن عمر بن هبيرة لما ولي العراق من قبل هشام بن عبد الملك أحضر السبيعي والحسن البصري وقال لهما إن هشام بن عبد الملك أخذ بيعتي له على السمع والطاعة ثم ولاني عراقكم من غير أن أسأله ولا تزال كتبه تأتيني بقطع قطائع الناس وضرب الرقاب وأخذ الأموال فما تريان في ذلك فأما السبيعي فداهنه وقال قولا ضعيفا وأما الحسن البصري فإنه قال له يا عمر إني أنهاك عن التعرض لغضب الله برضى هشام واعلم أن الله يمنعك من هشام ولا يمنعك هشام من الله تعالى ولا أهل الأرض أيأتيك كتاب من الله بالعمل بكتابه والعدل والإحسان وكتاب من رسول الله نبيك وكتاب من هشام بخلاف ذلك فتعمل بكتاب هشام وتترك كتاب الله وسنة رسول الله إن هذا لهو الحرب الكبير والخسران المبين فاتق الله واحذره فإنه يوشك أن ينزل إليك ملك من السماء فينزلك من علو سريرك ويجرك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا يوسعه عليك إلا عملك إن كان حسنا ولا يوحشك إلا هو إن كان قبيحا واعلم أنك إن تنصر الله ينصرك ويثبت أقدامك فإن الله تعالى ضمن إعزاز من