يطمئن إليها وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أحب الله عبدا ابتلاه وإذا أحبه الحب البالغ أفتناه فقالوا وما معنى الافتناء قال لا يترك له مالا ولا ولدا وأن الله تعالى يتعهد عبده المؤمن في نفسه وماله بالبلاء كما تتعهد الوالدة ولدها باللبن وأنه ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي الطبيب المريض من الطعام وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول اللهم إني أسألك سلوا عن الدنيا ومقتا لها فإن خيرها زهيد وشرها عتيد وصفوها يتكدر وجديدها يخلق وما فات فيها لم يرجع وما نيل فيها فتنة إلا من أصابته منك عصمة وشملته منك رحمة فلا تجعلني ممن رضي بها واطمأن إليها ووثق بها فإن من اطمأن إليها خانته ومن وثق بها غرته ولقد أحسن من وصفها بقوله رب ريح لأناس عصفت * ثم ما إن لبثت أن سكتت وكذا الدهر في أطواره * قدم زلت وأخرى ثبتت وكذا الأيام من عاداتها * إنها مفسدة ما أصلحت وقال غيره لا تحرصن على الدنيا ومن فيها * وأحزن على صالح لم يكتسب فيها وقال آخر واذكر ذنوبا عظاما منك قد سلف * نسيت كثرتها والله محصيها وفي قوله تعالى كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ . وقال بعضهم مررت بخربة فأدخلت رأسي فيها وقلت شعرا ناد رب الدار ذا المال الذي * جمع الدنيا بحرص ما فعل فأجابه هاتف من الخربة كان في دار سواها داره عللته بالمنى حتى انتقل وقال قتادة في قوله تعالى وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ قال وقائع القرون