وعن أبي عبد الله عليه السلام قال إن العبد ليذنب الذنب فيدخله الله عز وجل به الجنة قلت يا ابن رسول الله ليدخله الله عز وجل بالذنب الجنة قال نعم إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه الله به ويدخله الجنة قال عليه السلام من أذنب ذنبا فعلم أن الله تعالى مطلع عليه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له غفر له وإن لم يستغفر وعن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال سألته عن الملكين هل يعلمان الذنب إذا أراد العبد أن يعمله أو الحسنة فقال ريح الكنيف وريح الطيب سواء قلت لا قال إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فيقول صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فإنه قد هم بالحسنة فإذا هو عملها كان لسانه وقلمه وريقه مداده فأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فإنه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه وقلمه وريقه مداده فأثبتها عليه في الدنيا والآخرة وعن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا تاب العبد توبة نصوحا لوجه الله فإن الله تعالى يستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت فكيف يستر الله عليه قال ينسي ملائكته ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحي الله إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله عز وجل حين يلقاه وليس يشهد عليه شيء بشيء من الذنوب وعن أبي جعفر عليه السلام قال يا محمد بن مسلم ذنوب المسلم إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة أما والله إنها ليست إلا لأهل الإيمان قلت فإن عاد بعد التوبة والاستغفار للذنوب وعاد في التوبة فقال يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر الله عز وجل منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته قلت فإن فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب ويستغفر فقال كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات وإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله تعالى وعنه عليه السلام قال التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمقيم