مالك غيره مملوك وكل عالم غيره متعلم وكل قادر غيره عاجز وكل سميع غيره أصم عن لطيف الأصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها وكل بصير غيره يعمى عن خفي الألوان ولطيف الأجسام وكل ظاهر غيره باطن وكل باطن غيره ظاهر لم يخلق ما خلقه لتسديد سلطان ولا تخوف من عواقب زمان ولا استعانة على يد مشاور ولا شريك مكاثر ولا ضد منافر ولكن خلائق مربوبون وعباد داخرون لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ولا ينأى عنها فيقال هو منها كائن لم يؤده خلف ما خلق ولا تدبير ما برأ وذرأ ولا وقف به عجز عما خلق ولا ولجت عليه شبهة فيما قدر وقضى بل قضاؤه متقن وعلمه محكم وأمره مبرم المأمول مع النقم المرهوب من النعم وقال له أخبرنا يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك قال بفسخ العزم ونقض الهمم لما هممت فحال بيني وبين همي وعزمت فخالف القضاء عزمي علمت أن المدبر لي غيري قال فيما ذا شكرت نعماه قال نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري وإحسان شملني به فعلمت أنه قد أحسن إلي وأنعم علي فشكرته قال فما ذا أحببت لقاءه قال رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله فعلمت أنه قد أكرمني واختار لي دار كرامته فاشتقت إلى لقائه وقال عليه السلام من عبد الله بالوهم أن يكون صورة أو جسما فقد كفر ومن عبد الاسم دون المعنى فقد عبد غير الله ومن عبد المعنى دون الاسم فقد دل على غائب ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ومن عبد المعنى بوقوع الاسم عليه فعقد به قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فذلك ديني ودين آبائي عليه السلام وبالإسناد عن الصادق عليه السلام أن رجلا سأله فقال يا ابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر على المجادلون وحيروني فقال له يا عبد الله هل ركبت سفينة قط قال نعم قال فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك قال نعم قال فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك قال نعم قال الصادق عليه السلام فذلك