لك الموكل بالريح لم أخذت شعيري أعن إذن الله تعالى فسأل الله تعالى فأحضره وسأله عن شعيرها فقال بإذن الله تعالى أخذناه فإن تاجرا كان معه مراكب كثيرة وقد نفد زاده ونذر أنه إن أكل من زاد أحد كان له ثلث أموال المراكب وقد أعطيناه الشعير فأكله ووجب عليه الوفاء بالنذر فأحضره سليمان فسأله فأقر له بذلك وسأله إحضار صاحبة الشعير فقال التاجر للمرأة قد حصل لك من ثلث المراكب فحقك ثلاثمائة ألف دينار وستون ألف دينار وأقبضها المال فقال داود يا بني من أراد المعاملة الرابحة فليعامل هذا الرب الكريم ومن هاهنا جاء الحديث إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة فسبحان الله ما أربح معاملته وما أنجح مرابحته الباب الثلاثون في الحياء من الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحياء من الإيمان وقال يوما لأصحابه استحيوا من الله حق الحياء قالوا ما نصنع يا رسول الله قال إن كنتم فاعلين فليحفظ أحدكم الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت وطول البلاء ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء وروي أن جبرائيل نزل إلى آدم عليه السلام بالحياء والعقل والإيمان فقال ربك يقول لك تخير من هذه الأخلاق واحدا فاختار العقل فقال جبرائيل للإيمان والحياء ارحلا فقالا أمرنا أن لا نفارق العقل قال عليه السلام الحياء من الإيمان فمن لا حياء له لا خير فيه ولا إيمان له وروي أن الله تعالى يقول عبدي إنك إذا استحيت مني أنسيت الناس عيوبك وبقاع الأرض ذنوبك ومحوت من الكتاب زلاتك ولا أناقشك الحساب يوم القيامة وروي أن الله تعالى يقول عبدي إنك إذا استحيت مني وخفتني غفرت لك وروي أن رجلا رأى رجلا يصلي على باب المسجد فقال لم لا تصلي فيه فقال أستحي منه أن أدخل بيته وقد عصيت ومن علامات المستحي أن لا يرى في أمر استحى منه