سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً وقال الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وقال قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وقال يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ وقال وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ فلم يقنط أحدا من فضله ورحمته وبسط العفو والرحمة ووعد وتوعد ليكون العبد مترجحا بين الخوف والرجاء كما روي أنه لو وزن خوف العبد ورجاؤه لم يرجح أحدهما على الآخر وإذا أعظم الخوف كان أدعى إلى السلام فإنه روي أن الله تعالى أنزل في بعض كتبه وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي المؤمن بين خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته في الآخرة وإذا أمنني أخفته يوم القيامة والدليل على ذلك من القرآن المجيد كثير منه قوله تعالى لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ وقوله وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى وقوله تعالى وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ وقوله تعالى إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ وقوله تعالى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ يعني خائفين فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ وقوله تعالى قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ يعني مدحهم بذلك وقال سبحانه وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وقال سبحانه عن هابيل يروي قوله إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ وقال وَاتَّقُونِ يا أُولِي الأَلْبابِ . والآيات في ذلك كثيرة يعتبر بها ويتفكر فيها من أسعده الله تعالى بالتذكرة وأيقظه بالتبصرة ولم يخلد إلى الأماني بالكلام به فإن قوما غرتهم أماني المغفرة والعفو خرجوا من الدنيا بغير زاد مبلغ ولا عمل نافع فخسرت تجارتهم وبارت صفقتهم وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فنسأل من الله توفقا وتسديدا يوفقنا من الغفلة ويرشدنا إلى طريق الهدى والرشاد .