في تمثيل صلب المسيح على حد زعمهم ، وكثير سواه مما يعرض على شاشات التلفاز بعض يسير منه . . إن من يفعل ذلك كله من أجل الدنيا ، وبدافع الأنا ، لا يحق له أن يعترض على بعض مظاهر القسوة على الذات ، من أجل معنى إنساني سام ونبيل ، أو لتجسيد قيمة إيمانية ، في نطاق دعوة الناس إليها ، وتربيتهم عليها . . رابعاً : إن أحداً لم يزعم أن مراسم عاشوراء القوية والعنيفة مما يجب القيام به على كل أحد ، وفي كل زمان ومكان ، ويجب عرضها على شاشات التلفاز على الفضائيات ، أو في المواقع التي يوجب القيام بها بعث الرعب في نفوس الناس ، وصدودهم عن قبول الحق . بل الذي يؤكد عليه علماؤنا ومراجعنا هو أن إجراء هذه المراسم ليس حراماً ، ولكنهم يشترطون الامتناع عن عرضها في المواضع والمواقع التي ينشأ عنها وهن في المذهب ، أو إحداث رعب لدى الناس ، وصدود عن الحق . . ولكن بشرط أن يكون ذلك ظاهرة عامة في الناس ، لافتة للنظر ، أما الحالات النادرة أو الشاذة ، فلا يلتفت إليها ، ولا يعول عليها . . ولو أردنا أن نتخلى عما أحله الشارع لنا بمقدار زيادة نشاط الفضائيات ، وتطور وسائل الاتصالات ، فلربما يأتي يوم لا يبقى