إن إرضاء الغرب عن المسلمين سوف يكون مستحيلاً ما دام المسلمون متمسكين بدينهم وبقيمهم ، قال تعالى : * ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) * [1] . ثانياً : إن التزامنا بالتخلي عن كل ما يزعج الغرب سوف ينتهي بنا إلى التخلي عن أساسيات بالغة الحساسية في ديننا الحنيف ، فإن الغرب مثلاً لا يرتاح لقتل القاتل ، ولا لرجم الزاني ، ولا لقطع يد السارق ، ولا . . ولا . . فهل نتخلى عن ذلك كله ، ونغضب الله تعالى لكي يرضى عنا الغربيون أو غيرهم ؟ ! . . ثالثاً : إنه إذا كان في بعض المراسم العاشورائية بعض القسوة على الذات ، فإن لدى الغربيين الكثير من مظاهر القسوة على الغير ، من إنسان وحيوان ، مما لا يمكن أن يقبله وجدان ، أو يقره شرع أو دين ، وهي قسوة لا تهدف إلى تأييد الدين ، وليست من أجل الإنسان ، بل هي قسوة من أجل الدنيا وزبارجها وبهارجها . . وتلك هي حلبات الملاكمة تشهد على بعض مظاهر هذه القسوة البالغة ، وتلك هي ساحات مصارعة الثيران ، أو حرق الطيور أو دفنها وهي لا تزال حية ، فضلاً عما يفعله بعضهم بنفسه