مثال ذلك : لو أن الشارع أمرك بتعظيم والديك واحترامهما ، فعنوان الاحترام هو المأمور به ، وأنت الذي تختار ، أو تخترع وسيلة ذلك ، فتكرمهما بالهدية تارة ، وبتقبيل اليدين أخرى ، وبإجلاسهما في صدر المجلس ثالثة ، وهكذا . . وكذلك حين أمرك بالتحية ، فقد تكون تحيتك بالسلام ، أو برفع اليد ، أو بكلمة مرحباً ، أو صباح الخير ، أو يوم سعيد ، أو برفع القبعة ، أو بالتحية العسكرية ، أو بضم اليدين مع انحناءة يسيرة ، وما إلى ذلك . وكذلك الحال إذا أمرك بإحياء أمر الحسين عليه السلام . . فتارة : يحدد لك هو الوسيلة ، كالزيارة ، والاغتسال لها ، وعقد مجالس العزاء ، ونحو ذلك . فلا بد أن تفعل نفس ما أمرك به . ولو أن العالم كله غضب واستاء لذلك ، فإن غضبهم واستياءهم لا يعنيك ، ولا يمنعك منه احتقارهم ، واستهزاؤهم ، وشتمهم وأذاهم ، وحتى قتالهم لك ، لأن الله قد حدد الطريقة ، فوجب القيام بها كما أمر سبحانه . . ولهذا فنحن لا نصغي لأي انتقاد منهم لصلاتنا ، أو لحجنا ، أو لملايين الأضاحي التي نذبحها قرباناً في كل سنة في موسم الحج ، أو لرمي الجمرات ، أو للطواف ، أو غير ذلك . . وتارة أخرى : يعطي لنا نحن ، الدور والخيار في اختيار