سائر العلماء في زمانه ، ما مدى صحة هذا القول ؟ الجواب : أولاً : إن الحجة هي قول المعصوم ، أو فعله ، أو تقريره ، أو آية محكمة ، أو حكم العقل الصريح . ولم نجد أقوال الرجال في جملة الحجج ، بحيث إنه لا بد من الإلزام بالأخذ بها ، وترك الآيات والروايات ، وسائر الحجج ! ! وقد ذكرنا في إجابتنا على السؤال الأول طائفة مما يدل على عدم صحة ما استدلوا به على المنع من التطبير ، واللطم ، وغير ذلك . كما أننا أوردنا طائفة من الشواهد على مشروعية تلك المراسم على اختلافها ، إلا ما أوجب وهناً في الدين ، وصداً عن سبيل الإيمان ، فإن الشرع لا يرضى به . . ثانياً : إنهم إذا كانوا يرون أن أقوال الرجال تصلح للاحتجاج ، فلماذا لا يحتجون بالفتاوى الصريحة لعشرات من مراجع الأمة ، وأساطينها . ويلتزمون بقول رجل شذ عنهم ، مع أن احتمالات الإصابة لكل هؤلاء الأفذاذ أكثر وأوفر ، واحتمال خطأ هذا المخالف لهم أكبر . فلماذا جرَّت باؤه ، ولم تجرّ كل حروف الجر لدى هذا الجمع من أعاظم علماء الأمة ؟ ! . . ثالثاً : إنه إذا كان علماء الأمة قد حاربوا السيد الأمين رحمه الله ، حتى أدى ذلك إلى نبذه ، فكيف يقول البعض : « يخاف المراجع من ردة عامة الناس » ؟ ! !